لكل السوريين

حكمت حبيب عن تقارب دمشق وأنقرة: “تركيا ستحيد المؤقتة إرضاء للأسد، وعلى الإدارة ودمشق البدء بحوار شامل لتحقيق مصالح السوريين”

الحسكة/ مجد محمد

تستمر مساعي الدولة التركية لبدء العلاقات مع دمشق، بعدما كانت مساع مخابراتية ومن أجل المصالح فالآن يريدون عقد لقاءات على مستوى الحكومات، فالأجدر من دمشق أنه عليها الجلوس مع أبناء جلدتها السوريين في الإدارة الذاتية لحل المشاكل، وبهذا الخصوص كان لصحيفتنا لقاء مع الاستاذ حكمت حبيب الرئيس المشترك للإدارة الذاتية في إقليم الجزيرة.

وقال حكمت حبيب: “تدخلت الدولة التركية في الوضع منذ بداية الثورة السورية وحتى الآن، أرادت أن تسخر التغييرات التي تحدث في سوريا في خدمتها. لسان حالها يقول إذا كان هناك تغيير فينبغي أن يكون لصالحي لذلك، تدخلت في جميع الأطراف والقوى التي تريد إجراء تغييرات في المنطقة، ونتيجة لذلك كانت هي السبب في أن تتحول مرحلة الاحتجاجات السلمية إلى مواجهات، وتغيرت مناهج وسياسات المعارضة وتحولت إلى مرتزقة وأطالت أمد الأزمة”.

وأضاف، “كان أردوغان ومسؤولون في الدولة التركية يقولون على مدار ٢٤ ساعة نحن ضد نظام بشار، نحن نقف مع الشعب السوري، فتحوا الحدود وأخذوا نصف الشعب السوري إلى تركيا، ومن هناك انتشروا في جميع أنحاء العالم. استغلت قضية اللاجئين وضغطت على أوروبا ودول أخرى، كما استخدمتهم ضد سوريا، إذا كانت حكومة دمشق لا تزال باقية اليوم وبإمكانها ارتكاب المجازر، ولا يوجد استقرار في سوريا ولا توجد قوة ديمقراطية، فإن السبب في كل ذلك هو تدخل الدولة التركية، بعد فترة قصيرة، تدخلت الحكومة التركية على الفور عسكريا ونقلت المرتزقة إلى الأراضي السورية لتحركهم مثل حجارة الشطرنج”.

وأردف، “لولا تدخلات الدولة التركية هذه، لكان تم إيجاد وتطوير الحل في جنيف وتم التوصل إلى اتفاق. هاجمت الإدارة الذاتية بشكل متواصل، بعد أن حولت المعارضة كلها على مرتزقة، تراجع المشروع السياسي وانهارت الحوارات في جنيف، لقد تسببت في بقاء سوريا في حالة الأزمة، الآن لم يعد لها أي مصلحة مع هذه المعارضة، وهي تحتفظ بها للضرورة. من ناحية أخرى، فهي بحاجة إلى حكومة دمشق، لذا فهي الآن تغير تكتيكاتها، الاستراتيجية هي نفسها”.

ويوضح “في كيفية بناء العلاقات مع حكومة دمشق، ستقدم تنازلات لحكومة دمشق وتتراجع عن بعض الخطوات، تم اعتبار بعض الجماعات رسمياً بـ “المعارضة السورية” على المستوى العالمي، وأرادت بلورة حل معها وأعلنتها كـ “الحكومة المؤقتة”، لكن تركيا تريد الآن تحييدها، تحاول إرضاء حكومة دمشق بهذا، حكومة دمشق تقول لتركيا: “لقد كنت معادية لي لسنوات عديدة، والآن ترغبين بالجلوس معنا. لكن بالتأكيد هناك مقابل لهذا التقارب. بادئ ذي بدء، المعارضة التي تدعمها غير مقبولة. يجب ألا تكون الأراضي التي تحتلها تركيا في أيديهم. اعطوا هذه المناطق لداعش والنصرة، لا مشكلة في ذلك، لكنني لا أقبل أن تكون في أيدي المعارضة”.

وشدد مشيرا بقوله “تريد الحكومة التركية من حكومة دمشق تجديد اتفاقية أضنة، يريدون إضافة بعض البنود إلى اتفاقية أضنة، كيف؟ في وقت سابق، سمح لتركيا بالدخول لمسافة 10 كيلومترات داخل الأراضي السورية، الآن تركيا غير راضية حتى عن ٣٠ كيلومترا، حكومة دمشق ليست في وضع يمكنها الرفض. على شعب سوريا أن يعرف أن الدولة التركية واحتلالها هم من وضعوا العوائق أمام نجاحهم. يجب أن يكون لكل شعب سوريا موقف واضح من هذا الأمر”.

ونوه على ضرورة الحوار والجلوس بين الإدارة الذاتية وحكومة دمشق، وقال “يجب أن تجلسا معاً وتتفقا سواء أكان اليوم أو غداً أو في أي وقت كان، لقد تفاقمت المشاكل في هذا الوطن بشكل كبير، إذا كنا نريد حقًا مصالح الشعب السوري، فيجب أن نجتمع معاً. إذا اجتمعنا، يمكننا تطوير حل. هناك بعض القضايا التي لا تتطابق فيها وجهات نظرنا، لكن هناك العديد من القضايا التي يمكننا حلها. نحن نقول وكذلك حكومة دمشق تقول إننا لا نريد تقسيم سوريا، لكن حكومة دمشق ما زالت تتصرف وفق الذهنية المركزية وبعيدة عن الحل، لو أرادوا حلا لما جمعوا أولئك الشيوخ، لماذا سيجتمع أردوغان وبشار سوياً، بينما لن نتمكن نحن من الجلوس مع دمشق؟ إذا اجتمعنا سنقول أشياء لصالح سوريا. سنعبر عن استعداداتنا لحل جميع القضايا”.

واختتم، نحن كإدارة ذاتية جزء من هذا الوطن، لكننا نريد أيضا حقوقنا وحل قضايانا، نحن لا نستغرب أن قوى دولية مثل روسيا، والتحالف، والدول العربية، إلخ. تسعى لدفع دمشق خطوة نحو الحل، من أجل حل وضع مناطق الإدارة الذاتية، وحتى وضع حكومة دمشق، لذلك الأجدر هو الجلوس معا على طاولة الحوار.