لكل السوريين

الأزمة الاقتصادية تفقد السوريين طقوس العيد الأصيلة

دير الزور/ علي الأسود 

قبل شروق الشمس من صباح كل يوم عيد يتجهز الأب والأبناء الذكور البالغين من كل عائلة في الريف الشرقي لدير الزور للذهاب إلى صلاة العيد في جامع قريب يذهب إليه كل الأقارب والجيران لأداء الصلاة.

وبعدها يسلم كل منهم على جميع أقاربه، ومن ثم تبدأ الزيارات بين الأهل والأقارب، هذا كله نستطيع أن نسميه الطقوس الرسمية لكل عيد في الريف الشرقي من دير الزور.

وخلال هذه الزيارات هناك واجب على كل منزل أن يقدمه لزائريه وهو ضيافة العيد.

تتعدد أصناف الحلويات التي يقدمها كل منزل كضيافة لزوار العيد، فهناك ما يمكن شرائه من الأسواق كالمكسرات والسكاكر رغم غلاء سعرها، وهناك ما يصنع في المنزل كالمعمول والكليجة وغيرها.

لتدخل البهجة والسرور إلى أجواء العيد، ولتخفض التكلفة المالية الباهظة التي باتت تثقل كاهل الأسرة السورية.

على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي يمر بها كامل الوطن السوري لايزال المواطن يتمسك بقدسية وبهجة العيد وطقوس العيد، ويحرص على رسم الابتسامة وادخال البهجة إلى قلوب أطفالهم.

جالت كاميرا صحيفتنا في أسواق مدينة هجين، ورصدت التحضيرات للعيد، والتقت بصاحب محل يبيع الضيافة جاسم العواد الذي حدثنا قائلا “هذا المحل الذي يبيع السكاكر والحلويات في السابق كان الوضع الاقتصادي للمحل أفضل بكثير، حيث كانت الأسعار تتناسب مع الدخل الشهري للمواطن، وحاليا تأثر البيع جدا بسبب الأوضاع الراهنة وارتفاع سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار، هذا يعني ارتفاع اسعار المواد الخام المستوردة لصناعة السكاكر والراحة والمكسرات”.

تابع العواد متحدثا “كنا في السابق نتاجر بأطنان من السكاكر والمكسرات، وذلك لكثرة الطلب عليها ولتصريف البضاعة الجيد بما يتناسب مع قدرة المواطن الشرائية، أما في يومنا هذا أستطيع أنا أقول أن جزء من بضاعة العيد الماضي لازالت هيا نفسها عندي سوف أعرضها في هذا العيد للبيع بسعر أقل أو كما يقال برأس مالها”.

تابع جاسم قائلا “أستطيع أن أجزم أن الذي كان في السابق يشتري لبيته سكاكر ومكسرات ربما تبقى بعد العيد لفترة شهرين الآن يشتري بالكيلو والـ 2 كيلو، وربما لا تبقى السكاكر في بيته لثلاثة أيام لقلة ما يشتريه، ولغلاء أسعارها، حتى الكليجة التي تصنع في البيت من دقيق القمح والسكر والبيض وبعض المنكهات باتت تصنع في البيوت بشكل خجول لأنه أصبح شراء المواد الأساسية لصنع هذه الكليجة حمل يثقل كاهل رب الأسرة”.

أردف جاسم قائلا “ارتفعت كافة الأسعار بشكل جنوني بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار، مثلا الكيلو الواحد من البتيفور كان سابقا بـ 1500 ليرة، حاليا لا يقل عن 4000 ليرة، والسكاكر ربما يصل سعرها لـ 12000 ليرة، أما الراحة والنوجا والمكسرات سعر يترواح بين 5000 والـ 8000 ليرة”.

مما تجدر الإشارة إليه أن الأرياف التابعة لمدينة دير الزور تشتهر كلها بصناعة الكليجة في العيد، حيث تتسابق ربات المنازل لصناعتها عشية العيد، وكل منهم تقول للأخرى الكليجة التي أصنعها ألذ من التي تصنعيها أنت.