لكل السوريين

زراعة التبغ في اللاذقية.. لا سماد ولا ماء ولا أمطار، ومواسم تنذر بخسائر كبيرة

اللاذقية/ سلاف العلي 

لم تكن العوامل الجوية وحدها سبباً بتراجع وتأخر نمو الدخان بل ساندها نقص السماد والماء ليكون موسم هذا العام موسم سيء لا يرضي المزارع ولا يعطيه حقه.

تقول أم إبراهيم، من ريف محافظة اللاذقية، إنه “مع بداية نمو الشتل جاء البرد ليضرب بعض الشتل ويتركنا تحت ألطاف الله، لنكمل مسيرة الزراعة بدون سماد وعدم وجود السماد له أثر كبير فبدونه لا يمكن للشتل أن يكبر وبالتالي لن يكون هناك وزن وبالطبع ليس بمقدورنا أن نشتري سماداً حراً لأن أسعاره كاوية”.

وتضيف الأرملة التي اعتادت أن تزرع أرضها بصنف الدخان المحلي “وأضف إلى هذا كله عدم وجود ماء لري المحصول وللأسف عدم وجود أمطار أيضاً كان سبب بعطش كبير لهذا لا نتوقع وجود موسم جيد هذا العام وكان الله في عوننا”.

أيضاً يقول محمد علي، صاحب أرض مساحتها 5 دونم بريف مدينة جبلة “لا أمطار ولا ماء ولا سماد كيف لشتل الدخان أن يكبر ويساند المزارع خاصة وأن الكثير من المزارعين يعتمدون بشكل كلي على موسم الدخان فهل نمسك عصا سحرية أم ماذا، عدم توفر السماد يعتبر كارثة بحق المزارع لأن السماد أساسي في زراعة كل المحاصيل وليس الدخان فقط لأن أرضنا فقيرة وبحاجة إلى دعم لينمو المحصول”.

ويردف “ناهيك عن قلة الماء ليصبح نقص السماد والماء كما يقولون (زيت على زيتون) فكيف يمكن للشتل أن ينمو دون سماد أو ماء أتوقع أنه بحاجة إلى معجزة إلهية”.

بدوره يرى طلال، وهو أيضا مزارع، إن “هذا العام كان لنقص الأمطار دور سيء في نمو الدخان وعدم توفر ماء للري زاد الطين بلة فالشتل عطش لدرجة أن الورق تغير شكله، وبالطبع الشتل ليس ككل عام فنموه بطيء بسبب عدم توفر السماد على الرغم من أنني قمت بتسميده من ما تبقى لدي من العام الماضي إلا أن الكمية كانت قليلة ولم تعطي مفعول كاف بكل الأحوال (عملنا يلي علينا والباقي على الله)”.

وقبل الأزمة، تعتبر زراعة التبغ في سورية واحدة من أهم الزراعات بالنسبة للدخل الاقتصادي، إذ إن سورية تعتبر من الدول المصدرة له، وللتبغ السوري ميزاته وسمعته الجيدة في الخارج، وخير دليل حصول التبغ السوري شهادة الأيزو الدولية لعام 2003.

وتراجع مستوى الإنتاج كثيرا في العشر سنوات الماضية، ويعود ذلك لعدة عوامل، أبزرها ارتفاع التكاليف وانخفاض الليرة أمام الدولار، ناهيك عن ضعف دور المؤسسة العامة للتبغ في دعم المزارعين.