لكل السوريين

عودة إلى العصر الجاهلي.. مأساة الركبان تعود إلى الواجهة من جديد، ومياه الأردن لا تروي عطش السوريين

يزيد الخناق الدولي والمحلي على آلاف النازحين في مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية، وسط مناشدات إنسانية ورسمية لإنقاذ النازحين المحاصرين من براثن الموت عطشاً بعد تخفيض المياه عنه كوسيلة لزيادة الحصار، في ظل أزمات اقتصادية وطبية تعصف بالمخيم وسكانه، ولا سيما موجة الحرّ الأخيرة.

وأطلق ناشطون في الأيام الماضية وسماً على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان (#انقذوا_مخيم_الركبان) على خلفية تخفيض المياه المورّدة للمخيم من قبل منظمة (يونيسف) والجانب الأردني، إضافة للحصار الغذائي والطبي المفروض على المخيم الواقع في المنطقة الصحراوية منذ سنوات.

ويعاني النازحون في مخيم الركبان عند منطقة المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق من أزمة مياه، منذ دخول فصل الصيف، تفاقمت مع ارتفاع درجات الحرارة في الوقت الحالي، وتخفيض الأمم المتحدة كمية المياه الواصلة للمخيم.

مياه من الأردن

تقع بئر المياه التي تصل مياهها إلى مخيم الركبان في الأراضي الأردنية على بعد 13 كيلومتراً من المخيم الواقع ضمن الحدود السورية.

محمد درباس من المكتب الإعلامي للمجلس المحلي في مخيم الركبان، أوضح في حديثه لوسائل الإعلام أن كمية المياه التي تأتي من الأراضي الأردنية إلى مخيم الركبان لا تكفي ولا تغطي احتياجات 7500 نازح في المخيم.

وطالبت إدارة المجلس المحلي في مخيم الركبان من منظمة عالم أفضل للتنمية الاجتماعية، ومنظمة اليونيسف المسؤولة عن تقديم المياه لمخيم الركبان بزيادة عدد ساعات ضخ المياه، وزيادة كمية المياه المرسلة إلى مخيم الركبان.

ومخيم الركبان يقع في منطقة صحراوية لا يوجد فيها آبار مياه ومصدر المياه الوحيد من داخل الأراضي الأردنية. وكمية المياه لا تكفي احتياجات النازحين وخصوصاً في فصل الصيف مع الطلب المتزايد على المياه، والوضع على ما هو عليه منذ ثلاثة شهور، ولم يُحرك ساكن من قبل اليونيسف المسؤولة عن المياه ولا من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية المعنية بحقوق الإنسان، وفق ما ذكر درباس.

ويعتبر بيع المياه في المخيم مصدر الرزق الوحيد لعشرات العائلات من قاطني مخيم الركبان.

العودة للعصر الحجري

وأعادت أزمة المياه، القاطنين في المخيم إلى العصر الحجري، بحسب ما روت إحدى القاطنات في المخيم لوسائل إعلام، لافتة إلى أن كمية المياه التي تقدر بحوالي برميلي مياه للعائلة الواحدة لا تكفي للشرب والغسيل والاستحمام، مشبهة حياتها الآن كالذين يعيشون في العصر الحجري.

وعادت مأساة مخيم الركبان إلى الواجهة مجددا بسبب أزمة العطش التي باتت تهدد آلاف النازحين بداخله، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة الصحراوية المقام عليها المخيم بالقرب من الحدود الأردنية، وتعود أزمة العطش لتخفيض منظمات الأمم المتحدة والجانب الأردني كميات المياه المورّدة إلى المخيم إلى ما دون النصف، ما أدى لأزمة خانقة في مياه الشرب.

ويتغذى المخيم من قبل محطتي مياه للتحلية إحداها في الأراضي الأردنية والثانية في الجهة الغربية، حيث خفضت ساعات الضخ اليومي للمياه ما دون من النصف من الوقت السابق، ما أسفر عن أزمة مياه للشرب والاستعمال اليومي، خاصة وأن النازحون باتوا يقفون في طوابير لأكثر من 10 ساعات للحصول على بعض المياه.