لكل السوريين

شهر الميمات الثقيلة

لطفي توفيق

يستأثر هذا الشهر.. وسابقه بـ “ميمات” كثيرة.

مازوت…

مدارس…

مؤونة…

لا مشكلة مع المازوت.. فهو متوفر في الشوارع..

وبلا مقابل.. أو.. بلا مقابل يذكر.

ولكن عباد الله في وطننا.. كسالى..

يريدون من يوصّله إلى بيوتهم…..

ويعلّمهم كيف يؤخذ.. بالعضل .. أم بالوريد.

ولا مشكلة مع المدارس أيضاً.. فلا حاجة لتعليم كل أبناء عباد الله.

ألا يكفي أن يتعلم القراءة.. والكتابة.. تلميذ واحد..

في القرية الواحدة ؟!

ألا يكفي متعلم واحد.. لقراءة مكاتيب المهاجرين من القرية

وهم لا يزيدون عن ثلثي عدد سكانها فقط..

ألا يكفي لقراءة فرمانات الوالي.. وقرارات صاحب الشرطة..

وجداول خازن بيت المال..

ولكن عباد الله في وطننا.. طمّاعون..

لا يعجبهم العجب..

ولا الصوم في رجب

المشكلة مع المؤونة إذاً..

فعلى ذمة الراوي.. هناك من ركّب.. ويركّب..

أجنحة لمكونات هذه المؤونة…

وهناك من حدّد.. ويحدّد..

لهذه لمكونات مواعيد طيرانها..

وطيرانها عن موائد عباد الله بدأ باللحوم..

بكل فصائلها.. وفضائلها.. وألوانها.

وسبقتها.. أو واكبتها.. جحافل الفواكه بكل أصنافها..

وأوصافها.

ولحقت بها أرتال زيت الزيتون.. ودبس العنب.. والبيض البلدي.. والكشك اليدوي..

وهي أصدقاء للفقراء.. في فصل الشتاء…

فقد طارت.. وتلاشت.. وغابت عن موائد عباد الله

بفعل الحرب الكونية المفروضة على البلاد.. والعباد.

وربما.. فصائل المكدوس والمكبوس.. والمتبل والمخلل

مازالت تطل بين الحين والحين

على موائد الميسورين.. من عباد الله المعدمين.

وحده رغيف الخبز طار.. ولكنه لم يحلّق بعد

الشحنة التي أمده بها رفع سعره الأخير..

رفعته فوق رؤوس عباد الله بقليل

وجعلته فوق ما تطاله أيادي عباد الله.. بقليل.

في الخارج.. وجد البعض حلولهم

وافتتحوا سوقاً لـ “بيع الكلى”.

وروّجوا له على صفحات طيب الذكر.. فيسبوك..

وفي السوق الجديد..

عرض أحد عباد الله.. من الجزائر إحدى كليته للبيع..

وفعل ذلك أحد عباد الله.. من المغرب.

ومن بلاد النيل المرشح للجفاف.. أعلن آخر:

“اريد بيع كليتي لأني بحاجه لبعض المال.. ارجو الرد”.

في الخارج.. وجد بعض عباد الله حلولهم

فماذا أنتم فاعلون؟

أرجو الرد.