لكل السوريين

حمص.. المدينة التي تضم مواقع أثرية لتعاقب الحضارات فيها

تقرير/ بسام الحمد

تعتبر مدينة حمص وسط سوريا من أقدم المدن السورية وتعاقبت عليها حضارات عدة، ويعود ذلك لموقعها الجغرافي الذي يربط الصحراء بالبحر، وتحتضن ربوع حمص نحو خمسة آلاف موقع أثري كانت نتاج عشرات الحضارات التي تعاقبت على المنطقة لتضفي عليها صفات التعدد والتنوع والغنى.

وتنتمي المواقع الأثرية في حمص إلى ثلاث وثلاثين حضارة متعاقبة إذ أن هذه المواقع تضم أسواقاً وخانات وحرفاً تقليدية وبيوتاً قديمة تشكل منتجاً سياحياً مميزاً قادراً على تحقيق نهوض اقتصادي فضلاً على دورها المعرفي داعياً إلى ترميم المواقع التي يتهددها خطر التداعي والاهتمام بتقديم الخدمات السياحية فيها.

تتميز حمص بمساحة واسعة أدى إلى غناها بالمدن والأوابد الأثرية الضخمة من تدمر وقلعة الحصن وقصر الحير الشرقي وكنيسة أم الزنار وجامع خالد بن الوليد وتل المشرفة ودير مارجاورجيوس وكنيسة ماراليان الحمصي إضافة إلى أسواقها وأبوابها القديمة ما يسهم في جعلها قبلة سورية الأولى للسياحة ولا سيما بعد عودة الأمن والأمان إلى معظم مناطقها.

حيث تكتسب قلعة الحصن أهمية فريدة وخاصة أنها صنفت ضمن مواقع التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” منذ عام 2006، وتمتاز بجاذبيتها وفرادتها الهندسية الرائعة وتنوع فنون العمارة وامتزاجها فيها إضافة إلى إطلالتها الساحرة بين أحضان الطبيعة مؤكداً زيادة الاهتمام بها لما تحتويه من عناصر طبيعية وبشرية وعوامل جذب سياحية.

وتشترك مدينة تدمر مع قلعة الحصن في أنها هي الأخرى مسجلة على مواقع التراث العالمي ولكن قبلها بستة عشر عاماً، وإلى جانب الأوابد الأثرية التي تضمها حمص وباتت أشهر من نار على علم فإنها تضم مواقع أخرى مهمة بحاجة لتسليط الضوء عليها مثل سد خربقة الذي شيد في الحقبة الرومانية بغرض تجميع السيول في منطقة البصيري شرق حمص والتي كانت تحتوي غطاء نباتياً كثيفاً حينها مشيراً إلى أن البادية في سورية تضم الكثير من الكنوز الثقافية ويجب الاهتمام بها.

ومنذ سنوات يطالب ناشطون بحمص إطلاق حملات توعية لزيادة العناية بالآثار وصونها للأجيال، حيث تعاني الأوابد الأثرية في المدينة من إهمال حكومي، لا سيما في ظل غياب عمليات الترميم إذ تعرضت لدمار بسبب الحرب والزال.