تقرير/ سلاف العلي
حرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري في اللاذقية، تعد من أقدم الصناعات اليدوية التراثية في المحافظة نظراً لكونها تعتمد على مواد طبيعية مرتبطة بالبيئة البحرية كما تتطلب حساً فنياً يرتكز على ما طبع في ضمائر ووجدان أبناء هذه البيئة الذين يحملون موروثا ثقافيا عريقا أبدعوا بتجسيده حرفياً وفنياً، ومهنة التطعيم بالصدف من الفنون العريقة التي اشتهرت بها اللاذقية وتعكس جوانب من تراثها، وخلق تحف فنية في غاية الجمال تزين بيوتها القديمة وأماكنها المقدسة من مساجد وكنائس.
تعتمد الحرفة بشكل أساسي على خيال الحرفي في تطعيم الخشب بالصدف البحري وتحويله إلى أشكال فنية من خلال رسومات وتزيينات نباتية وأشكال هندسية لخلق لوحة من الزخارف التقليدية.
السيد أبو عبدو متوج من الحرفيين القدامى قال: تعد حرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري من أقدم الصناعات اليدوية التراثية في اللاذقية نظرا لكونها تعتمد على مواد طبيعية مرتبطة بالبيئة البحرية كما تتطلب حسا فنيا يرتكز على ما طبع في ضمائر ووجدان أبناء هذه البيئة الذين يحملون موروثاً ثقافياً عريقاً أبدعوا بتجسيده حرفياً وفنياً، وتعتمد حرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري على ذوق الفنان بالدرجة الأولى والدراية بكيفية وضع الصدف في مكانه المناسب حسب شكله وحجمه، ويستخدم الخشب كمادة أولية لما يتميز به من مقاومة عوامل الزمن.
وتختلف أنواع الصدف المناسب لتزيين الخشبيات والأدوات المنزلية والتي يعتبر أفضلها صدف الضفر وصدف الكيكون والشوكو، ويعتبر الحرفيون صدف الضفر هو النوع الاساس للعمل لكونه قادراً على ملء الفراغات في القطعة بشكل جيد يرضي تصور الحرفي.
ويتم الحصول على الصدف من الشواطئ المحلية حيث يبيعه الصيادون بسعر 150 – 200 ألف ليرة للكيلو الواحد وذلك في أوقات تكون عند هبوب الهواء القبلي، كما يسمى بالعامية، ليجرف الصدف مع الموج الى الشواطئ، حيث يتم الحصول على صدف الضفر من شواطئ الرمل الجنوبي أما أصداف الكيكون والمضلع وباقي الأنواع فتأتي من منطقة أفاميا.
تمر عملية تحضير الصدف للتزيين بعدة مراحل للتخلص من رائحة زنخ البحر، وهي مرحلة الغسيل بمادة الكلور ومرحلة الغلي مع المنظفات ثم يعرض للشمس ليجف بشكل تام ويصبح جاهزا للاستعمال بعد ذلك يتم فرز الصدف حسب نوعه وحجمه وملائمته للخشبيات المصممة للعمل.
السيد مازن أبو شميسة وهذا لقبه بالمدينة وهو مهني قديم بهذه المصلحة كما يعرف نفسه ويضيف: تعتبر اللاذقية المصدر الأول لكل الأشياء المشغولة والمطعمة بالصدف البحري الى عموم مناطق الساحل السوري، ويتم تحديد أسعار المشغولات حسب الوقت والجهد المبذول لإنجازها اضافة الى حجم القطعة ومدى اشباعها بالصدف، منذ عشرات السنين امتلكنا شيئ من الخبرة والانتاج وبعمر تجاوز السبعين عاماً، واستطعنا خلالها ترك ارث جميل اكد على إننا صنعنا اسمنا الخاص كأحد شيوخ الكار في اللاذقية، وهنالك عددا كبيرا من حرفيي هذه المهنة الآن تتلمذوا على أيدينا، وأنا شخصياً أشارك في المعارض والأسواق المهنية منذ أكثر من 35 سنة وكانت محافظة حماة منطلقا لتسويق منتجاتنا التي تلقى رواجاً كبيراً في محافظات الداخل السوري، تعتمد حرفة تطعيم الخشب بالصدف البحري على ذوق الفنان بالدرجة الأولى والدراية بكيفية وضع الصدف في مكانه المناسب حسب شكله وحجمه، وأضاف إلى أنه يستخدم الخشب كمادة أولية لما يتميز به من مقاومة عوامل الزمن، وأن متعة العمل الحقيقية بالنسبة له تكون بصناعة صناديق الخشب بأحجامها المتنوعة ليطعمها بالصدف الملصق بواسطة الغراء الذي يعطي لونا شفافا لامعا للصدف على عكس السيليكون الذي يطبع المكونات بلون أصفر باهت، وإن الحفاظ على الحرفة والخوف عليها من الاندثار لا يؤرق الحرفي أبو شمسه الذي أكد أن هذه الصناعة مرتبطة بتراث المحافظة كارتباط اللاذقية بالبحر.
تعتبر اللاذقية المصدر الأول للمشغولات المطعمة بالصدف البحري الى عموم مناطق الساحل السوري وما زالت تأتيني الطلبيات لتنفيذها في ورشتي الخاصة كان آخرها مجموعة من السلل المنزلية المطعمة بأشكال معينة وأتابع حتى الآن الإشراف على تدريب الحرفيين الراغبين بتعلم هذه الصنعة رغم انخفاض عددهم وتوجه الشباب لتعلم حرف ترتبط بالحاسوب والتكنولوجيا الحديثة، لكن تحديد أسعار المشغولات مرتبط بالوقت والجهد المبذول لإنجازها إضافة إلى حجم القطعة ومدى إشباعها بالصدف لكنها تبقى بحدود المعقول وملائمة لدخل المواطنين على اختلاف شرائحهم، ونحن محترفين بالرسم الهندسي والعجمي الى جانب العمل بالصدف الذي يعتبره بمثابة الهواية المحببة له والتي أصبحت كما يقول جزءً من حياته لكونها تعبر عن تراث وأصالة أبناء الساحل السوري.