اللاذقية/ سلاف العلي
لقد أدى ارتفاع أسعار الادوية الى تراجع مبيعات الأدوية في عموم الصيدليات في اللاذقية وريفها، بحسب الشكاوى العديدة من صيادلة في اللاذقية على صفحات التواصل الاجتماعي، حيث اعادوا السبب الرئيسي إلى الارتفاع الأخير في أسعار الأدوية بنحو 70 بالمئة، حيث أن هذا الارتفاع أدى إلى انخفاض المبيعات، حيث أصبح المرضى يقتصرون على شراء جزء من الوصفة الطبية أو يلجؤون إلى شراء الدواء بالدين نظرا لظروفهم المالية الصعبة، وأن ارتفاع الأسعار جعل الأدوية غير متناسبة مع دخل المواطنين، مما قلص قدرتهم الشرائية، وادى إلى انخفاض مبيعات الصيادلة مؤخرا بنسب تتراوح بين 35-40 % ، بعدما رفعت وزارة الصحة أسعار الأدوية، إذ إن الرفع كان مرهقا لأصحاب المهنة، بالرغم من أن عدد الصيدليات بالمدينة والريف مقبولا.
ولا يوجد أي نقص بالصيدليات بالمحافظة وتقدم خدماتها بشكل جيد، وهنالك عدة ارتفاعات لحقت بأسعار الأدوية خلال الفترة الماضية، إلى أن وصلت لمستويات قياسية، لتصبح فقط لـ ميسوري الحال، بينما أصحاب الدخل المحدود أصبح الذهاب إلى الصيدلية لشراء الأدوية يعتبر رفاهية زائدة، فقطاع الأدوية لم يكن بعيدا عن التضخم وارتفاع الأسعار عموما، حيث وصل رفع تكاليف الغذاء للأسرة إلى10 ملايين، وبالتالي، بات بعض مرضى الأمراض المزمنة يأخذ دواءه بأوقات غير منتظمة، على ان تكفيه العلبة لشهر كامل، وهي آلية خاطئة قد تولد مشاكل طبية مفاجئة، واشتكى عدد من المرضى من عدم التزام بعض الصيدليات بأسعار الأدوية، خاصة الأصناف التي تشهد طلبا كبيرا وتعتبر نادرة أو متوفرة بكميات قليلة، مما يؤكد على وجود تفاوت في الأسعار بين صيدلية وأخرى، في ظل غياب الرقابة من الجهات الحكومية.
إضافة لاتجاه البعض إلى الطب البديل مثل الأعشاب وغيرها لمعالجة الأمراض الموسمية، في ظل هذه الظروف الاقتصادية، أصبح الطب البديل طريقة متبعة عند بعض المواطنين لمواجهة غلاء الأدوية والمتممات الغذائية أو الإكسسوارات أو مستحضرات التجميل، كانت في السابق ترفد الأدوية النوعية، لكن حاليا الأغلب استغنى عنها، بسبب ضعف القدرة الشرائية وغلاء أسعار الأدوية بشكل عام، يضاف الى ذلك، أن أنواعا كثيرة من الأسماء التجارية للأدوية والعقاقير انقطعت مؤخرا في الأسواق، ما أدى إلى نشوء سوق سوداء لبيع الأدوية الأجنبية المهربة وحليب الأطفال بأسعار مضاعفة، وان بعض معامل الدواء تتظافر مع بعضها للضغط على الحكومة بغية تأمين رفع مستمر في أسعار الدواء، وعادة تستجيب الحكومة، وحدث ذلك مرارا خلال الأشهر الماضية.
وما يفاقم المشكلة هو منع الأطباء من وصف أدوية أجنبية ومنع الصيدليات من حيازة تلك الأدوية تحت خطر مداهمة قوات الجمارك ودوريات نقابات الصيادلة، مما يهدد الصيدلي بعقوبات لا تحمد عقباها، وهكذا لم يعد الدواء الأجنبي ولا الوطني متوافرين في الصيدليات، بدورها مستودعات الأدوية لم تكن بعيدة من المشهد، إذ لحقها ضرر فادح هدد وجودها ودفع أصحاب كثير منها إلى الإحجام عن الاستمرار بتلك التجارة، فالمعامل وبهدف تسويق بضائعها، باتت تجبر صاحب المستودع على شراء مواد إضافية مع كل شحنة دواء، وتلك المواد تسويقها صعب وليست مطلوبة بوفرة في السوق الطبية، كالإكسسوار مثلا وفراشي الأسنان وأغراض كثيرة تجعل مبيعها بالكاد يقارب الربح، ومع الشح الدوائي الحاصل في عموم البلاد، حيث إن مديرية الصحة باتت توزع الدواء على شكل حصص أسبوعية، عبوة أو عبوتان أو خمس، بحسب الصنف والطلب وتوافره من الأساس، مما جعل بقية أصناف الأدوية تبدو أقرب لأن تكسد أو تنتهي صلاحيتها الزمنية في وقت قريب مع انخفاض الطلب عليها، وإن عشرات الصيدليات بدأت تغلق أبوابها، وعلى رغم أن ارتفاعات كبيرة طرأت خلال الأشهر الماضية على سعر الأدوية، ولكن ذلك لم يكن لمصلحتهم بالمطلق، فربما يكون خدم أصحاب المعامل والمستودعات، ومع الوقت أصبحت مصاريف الصيدلية اكثر من اربحاها.
الآن أصبح الطب البديل والتداوي بالأعشاب هو الرائج لدى أهل الريف والمدينة، وهو أرخص وأكثر أمانا، ويمكن تأمينه من القرى المحيطة باللاذقية سواء باستشارات اصحاف المعارف أو عدم استشارت، ويعتمد على المتعارف عليه شعبيا الى ان هذه العشبة تفيد بمرض كذا والعشب الأخرى تفيد لعلاج مرض اخر وهلم جرا، والجميع في القرى واكثر سكان مدينة اللاذقية يلجؤون الى الأعشاب وتركيبات الأعشاب، والبعض صار معروفا انه خبير بالتداوي بالأعشاب او بالطب البديل، ودون أجر كبير إلا ثمن رمزي عن الأعشاب، أو التركيبات العشبية الأخرى وخاصة التي تكلف جهدا مميزا ومحروقات او مركبات تضاف اليها كبعض الزيوت او بعض البهارات او مواد أخرى يتم شراؤها من بعض البقاليات التي تبيع الأعشاب والزيوت والبهارات، والمنتشرة بأعداد كبيرة باللاذقية اكثر من أعداد الصيدليات، لكن بجميع الأحوال تبقى الأعشاب والخلاصات العشبية أو بعض المركبات بالمحصلة العامة أرخص من أية علبة دواء.
يشار إلى ان الطب البديل هو علم وتاريخ وهو الذي يمارسه العطارون من الأعشاب وهو علم له قوانين وشروط ودساتير وهناك دراسة لجميع الخلطات التي تتوفر بما تحتويها من ضرر وفائدة فيجب معرفة استخدامها حسب خواص الأعشاب ومنذ القديم تم تداول الأعشاب وتعميمها في علاج الكثير من الأمراض، وأيضاً هناك طريقة اكتسبها عن طريق الحيوانات عند تناولها بعض الأعشاب التي تسبب المرض للحيوان حيث سجل هذا الأمر، ودأب العمل على أسبابه، وإن الشعار الذي يوضع للصيادلة يدل على الأفعى ويرمز إلى آلهة الطب عند اليونان منذ الأزل، وهنالك فرق بين طب الأعشاب والطب الكيميائي حيث أن الطب الكيميائي يعتمد على العضو بينما طب الأعشاب يعتمد على تنشيط هذا العضو، فالترمس المر وكل ما هو مر يعالج مرض السكري ووجود علاج له مثل، والعسل وعكبر النحل والشمع يعالج الزهايمر، عشبة الناردين تستخدم لمعالجة القلق، يستخدم الجينسينغ القولون العصبي، وخلال اسبوعين يتم الشفاء منه، ولعلاج مرض تصلب الشرايين: يجب الامتناع عن تناول الزبدة واللحوم والمقالي والعلاج باستخدام ورق الأكي دنيا والأرضي شوكي والشوفان والهندباء البري وبعد كل وجبة طعام خل تفاح ملعقتين مع كأس ماء أو دبس رمان مما يؤدي إلى إذابة كل دسم موجود بالطعام.