لكل السوريين

مظاهر الدمار في انتظار وعود إعادة الإعمار

بعد عمليات التحرير التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية مدعومة من دول التحالف لتخليص المنطقة والعالم من شبح داعش الذي هدد أمن واستقرار جميع الدول من خلال ممارساته التي طالت كافة أطياف المجتمع وكان من نتائج التحرير في العديد من المناطق دمار شبه كلي بسبب صعوبة الموقف وحدة القتال ولا يستطيع أحد أن ينكر وجود دمار سابق لهذه المعركة أيضا .

ولكن مظاهر الدمار لازالت موجودة إلى هذه اللحظة وخاصة في مدينة الرقة التي نالت النصيب الأكبر من الدمار كونها كانت عاصمة الخلافة المزعومة ولعل الجميع يلاحظ مدى ازدياد الكثافة السكانية في مدينة الرقة ومدى النشاط العمراني والسؤال لماذا لازالت أثار الدمار موجودة وماهي الأسباب المؤدية لذلك وهل وعود إعادة الإعمار كان المسبب الأكبر لبقاء أثار الدمار ملحوظة في كل ركن من أركان المدينة ولماذا لا تسعى الإدارات الموجودة لإزالة هذه الأثار .

دعونا نتكلم عن مدينة الرقة التي يقطنها اليوم قرابة 400 ألف نسمة وفي النهار يكون عدد سكانها يقارب 600 ألف نسمة كونها مركز مدينة  ومن المعروف بأن المدن تعداد سكانها يزداد نهارا ومن المشاهد يوجد نشاط عمراني ضخم في هذه المدينة بسبب التسهيلات التي تقدمها الإدارة وكذلك وجود الاستقرار رغم وجود ارتفاع في أسعار مواد البناء ولكن من الغريب مازالت أثار الدمار موجودة في جميع زواياها وإن البعض من هذه الأبنية يشكل خطر حقيقي على الأهالي وخاصة في الأسواق والساحات العامة .

هذه الأبنية عرضة للانهيار في أية لحظة والسؤال هنا لماذا لا تبلي الإدارة أهمية لحياة المواطنين وتباشر في إزالة هذه الأبنية ولعل للإدارة تخوفا من التدخل في إزالة المباني المدمرة كونها أملاك خاصة لا تستطيع العمل بها دون موافقة المالكين.

ولكن لابد من أن تكون للإدارة تشريعات تتدخل بها قبل أن تكون هنالك كارثة بسبب انهيار مفاجئ لأحد الأبنية و لعل من أهم أسباب بقاء أثار الدمار هو انتظار الأهالي لوعود إعادة الإعمار حيث أنهم من وجهة نظرهم يجب أن يبقى المنزل مدمرا بحيث نحصل على تعويض مستقبلي .

وبكل صراحة لا لوم في ذلك كون المنظمات الحالية القائمة على إعادة الترميم الجزئي لا تقدم أي مساعدة لمن قام بإعادة تأهيل منزله دون أن تكترث بأن صاحب هذا المنزل قد يكون قد أقترض هذه الأموال لكي يستطيع ترميم منزله لكي يسكن فيه خيرا له من البقاء في أزقة الطرقات وهذه السياسة المتبعة من قبل المنظمات العاملة.

إنما هي نوع التسيس لإبقاء الدمار وشكله ملحوظا في المدينة وفي ظل كل ما ذكر مازال أهل الرقة يعيشون  بتلوث بيئي يومي بسبب حجم الأغبرة الموجودة في الهواء  ووجود التهديد الدائم لهم بسبب الكتل الاسمنتية المدمرة والمتدلية وإن كانت وعود إعادة الإعمار عبارة عن وهم يجب على التحالف الدولي أن يخبر أهل الرقة بذلك لكي يقوموا بنزع أشواكهم بيدهم دون أن يقتلهم برود الانتظار ولابد من أن تلعب الإدارات دورها وتخلص المجتمع من معاناته اليومية كونها هي المسؤول الأول والأخير عن تسيير الحياة اليومية للأهالي .