لكل السوريين

مربو الثروة الحيوانية أمام واقع ينذر بالأسوأ

حماة/ جمانة خالد

يواجه مربو الثروة الحيوانية في محافظة حماة وباديتها السيناريو الأسوأ هذا العام، حيث ستكون قطعانهم في الحظائر لمدة قد تتجاوز خمسة أشهر، ما يعني تأمين متطلباتها من الأعلاف غالية الثمن، تزامناً مع انخفاض أسعار رؤوس الأغنام، وبهذا سيجد المربون أنفسهم أمام خيارين أحلاهما مرّ، إما الاستغناء عن عدد كبير من القطعان أو تحمّل أعباء رعايتها تحت وقع وعود ما زالت حبراً على ورق.

ويضطر مربو المواشي لبيع قطعانهم في ظل غلاء الأعلاف وقلة المراعي، وهذا العام ينذر بكارثة حقيقية لهم، نتيجة الجفاف الذي ضرب البلاد العام الماضي، ويعاني المربون من تبعاته والتي تمثلت بقلة المراعي.

منذ بداية العام، وقبله بعامين نتيجة الجفاف وانخفاض كميات الأمطار الهاطلة، وما رافق ذلك من انحسار رقعة المراعي، إضافة للحرائق والتحطيب الجائر في الأعوام الأخيرة، أدى إلى تدهور المراعي بشكل كبير، ويحتاج هذا الوضع لموسمين خيّرين على الأقل لتبدأ المراعي بالتعافي بشكل تدريجي.

في فترات سابقة، كانت البادية تؤمن ما يزيد عن 70% من احتياجات الثروة الحيوانية من الأعلاف، ومع تناقص مساحات الرعي نتيجة الجفاف وقلة الأمطار اضطر المربون لشراء الأعلاف المستوردة بسبب عدم وجود الأعلاف الخضراء، إلى جانب ارتفاع أسعار الأعلاف المسلّمة من المؤسّسة العامة للأعلاف.

من جهة أخرى قال مسؤول في مديرية الأعلاف في حماة أن المؤسّسة افتتحت دورة علفية جديدة لمربي الأغنام والماعز والجمال في كافة فروعها بالمحافظة، بدءاً من الأول من أيلول ولغاية 29 كانون الأول القادم بمقنن علفي مقداره 6 كيلو غرام نخالة للرأس الواحد من الأغنام والماعز، و10 كيلو غرام نخالة للرأس الواحد من الجمال.

ورغم قلة المقنن بنظر المربين، إلا أن المؤسّسة تضع شروطاً وأسساً تعتمد عليها في توزيعه، حيث يتمّ منح المقنن للجمعيات المرخصة أصولاً حسب التربية الفعلية الحالية بغضّ النظر عن نوع التربية في الرخصة الممنوحة ولمرة واحدة خلال الدورة العلفية، ولا يتمّ طرح المقنن العلفي للفوج نفسه خلال دورتين متتاليتين، كما يتمّ طرح المقنن بموجب كشف حسيّ من قبل لجان متخصّصة.

ومن جهة أخرى يقول مسؤول في مديرية الزراعة بحماة أن أهم ما يمكن تقديمه للمربين هو الرعاية البيطرية للقطعان من لقاحات ومعالجات، ومراقبة حركتها، إضافة إلى تقديم إحصائيات بشكل سنوي لحصر أعداد الرؤوس من جهة وتقديم مقننات علفية من جهة أخرى.