لكل السوريين

يوم للسلام المغيب

لطفي توفيق

اليوم الدولي للسلام..

العام الماضي..

احتفل بهذا اليوم في مقر الأمم المتحدة.

قُرع جرس السلام.. في حديقة السلام..

وحمل الاحتفال اسم.. العمل المناخي من أجل السلام.

وشعار.. التصدي لتغير المناخ وتعزيز السلام.

وهذا العام اقتصر الاحتفال

على اسم.. تشكيل السلام معا.

وشعار التصدي لوباء كورونا

ولكن..

لمن تقرع الأجراس..

ومن سيتصدى لتحريب المناخ المستمر..

ومن سيتصدى لجائحة كورونا..

وقد استخدمها البعض لترويج التمييز بين البشر..

وتعميق ثقافة الكراهية.

ومن سيصنع السلام

في زمن صار فيه حلماً غير قابل للتنفيذ.

السلام في قواميسنا الاجتماعية..

وفي ذاكرننا الطفولية

لطيف.. كبسمة طفل..

سلس.. كشربة ماء..

مسبب للمحبة والصفاء بين البشر

كنا نقول لمن نراهم.. السلام عليكم

عشرات المرات في اليوم الواحد.

ونسمع ممن نراهم.. وعليكم السلام

عشرات المرات في اليوم الواحد.

هذا هو السلام الذي كنا نعرفه.. ونحبه

وعندما بدأنا نعرف أنه نقيض للحرب..

أدركنا أن السلام أكبر من مجرد كلمات تقال..

ومقالات وبيانات تزيّن أعمدة الصحف.. ومنابر الإعلام..

وتزيّن وجوه من أصدرها.. ومن تغنى بها

في القرن الماضي..

خيّمت أجواء الحرب الباردة بظلالها القاتمة على العالم لعقود طويلة..

وكادت أن تدخل العالم في حروب مدمّرة

تعيد البشرية إلى عصر الكهوف..

ولكنها لم تفعل..

بل حملت ظلالها القاتمة.. ورحلت

تنفّس العالم الصعداء..

واستبشر بمرحلة تتحول فيها الحروب

إلى مواجهة لمعوقات تطور الإنسان.. وسعادته.

مواجهة للإرهاب الدولي.. وأخواته.

والأمراض الخطرة العابرة للحدود.

ولكن ذلك لم يحدث.

وفي قرننا هذا

ذُبح السلام من الوريد إلى الوريد

وارتكبت مجازر مروّعة..

واستبيحت دول..

وهجّر عشرات الملايين من ديارهم..

ونهش ناب الجوع عشرات الملايين..

تحت سمع المنظمات الدولية المهتمة بالسلام.. وبصرها

ولم تقدم هذه المنظمات شيئا يذكر للدفاع عن السلام

بل لعلها وضعت بعض مساحيق التجميل

على الوجوه القبيحة

للكثيرين من تجار الحروب.

والآن.. نقول لكم.. السلام عليكم.. ولكم

ونقول للأمم المتحدة..

ليتها حددت اليوم الدولي للسلام..

في الأول من شهر نيسان.

ونقول المنظمات الدولية المهتمة بالسلام..

عليكِ السلام.