لكل السوريين

المسرح المدرسي وأدب الطفل

محمد عزو

في العالم المتحضر يعتبر المسرح أحد ضرورات الحياة وحاجة يطلبها  البشر في حياتهم اليومية، ففي الأحياء والحواري التي فيها مراكز مسرحية، توجد الكثير من دور المسارح يتقاطر عليها الجمهور ويتزاحمون للدخول عليها، لرؤية ومشاهدة عروض تلك المسرحيات التي تقام وتعرض على خشباتها، وهي من شتى الأنواع منها الدراما الحديثة، والتراجيديا، والكوميديا والمسرحيات الموسيقية،  ومسرحيات خاصة بالطفل، ومسرح الطفل يقودنا إلى الحديث عن المسرح المدرسي الخاص بالأطفال واليافعين.

ودور هذا المسرح( اي المسرح المدرسي ) الراقي في غرس القيم العلمية والإجتماعية .. ولهذا المسرح المدرسي أهمية قصوى في تأطير ونمو وتطوير الطفل، عدا أنه يعمل على غرس القيم الإيجابية، كون الطفل يحتاج إلى ما يحقق توافقه النفسي والاجتماعي والبيئي، وخاصة خلال مراحل تطوره العمري المختلفة.

ويقول المختصون بالدراسات المسرحية، أن المسرح المدرسي هو نوع من أنواع مسرح الطفل..  في الرقة كان هناك مسرح للطفل كان مقره في مبنى المركز الثقافي، وكان لهذا المسرح وقاعته آثار جميلة في نفوس الناس غاص في قاع الذاكرة الشعبية .. لا شك أن للمسرح المدرسي أو مسرح الطفل أهمية بالغة في تطوير ونمو شخصية الطفل ، عدا رسوخ القيم الإيجابية كالقيم الاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية والجمالية، ولا شك أيضاً القيم العلمية.

وهذه من اهم ما نريد إيضاحه وبيانه كونها محور إرتكاز هذه المقالة لما لها من ضرورة يحتمها واقعنا المعاصر، وكذلك الأحداث المريرة في قاطرة الحضارة، الذي له أسبابه منها ما تعرض له بلدنا والرقة حصراً من تراجع في دور العلم والفكر والثقافة ، ولما نحن عليه في النهوض وغرس القيم العلمية لدى الأجيال الناشئة في بيوتنا ومدارسنا  لبناء شخصية سوية من خلال تفعيل مسرح الطفل، وتفعيل ادب الأطفال الذي هو أدب قيمي في المقام الأول.

والرابط هنا أن كلمة أدب تعني سحر الفن ، والبعض ينعتها بأنها تسمى مرايا، أي الرمز القادر على الإيحاء، وهذا هو المعنى القيمي للفن .. وفي النهاية نريد أن نْرِدَ على ضفة نهر تنساب فيه القيم الجمالية ، كما تنساب مياه الغدير ، ومنها القيم العلمية ، التي تعني لغة قوم ولها عدة دلالات منها قيمة الشيء وثمنه .. فأدب الطفل من خلال المسرح، هو نوع من انواع مسرح الطفل، بمعنى آخر هو من ألوان النشاط الذي يؤديه الطلاب في مدارسهم .. وفي النهاية نامل أن يعي كتاب الأطفال سواءً هنا في “الرقة” أو على كامل مساحة الوطن، مسؤولية بناء إنسان صالح و متصالح مع نفسه ومجتمعه عبر اعمال ابداعية تنساب من خلالها القيم العلمية..