لكل السوريين

التنمية والتنمية المستدامة في عملية التطور

محمد عزو

التنمية في مفهومها الشامل يعتبر من المفاهيم الشاملة الحديثة ، التي باتت من المفاهيم الحديثة القوية، وأضحت واحدة من أكثر المصطلحات التي تعبر عن الغاية، التي تسعى المجتمعات البشرية، والمنظمات والجماعات إلى تحقيقها وتأطيرها، والتنمية تتمثل في عملية التطور التي تطرأ على الميادين الحياتية المتنوعة والمختلفة، وتكون ذات ميادين وأشكال وصور عديدة، وتهدف بصورة رئيسة إلى التطور والارتقاء بالحياة الإنسانية.

والوصول بها إلى مستوى عالٍ من الرفاهية والسعادة عبر تأمين كافة احتياجات الناس، وللتنمية أشكال مختلفة فهناك التنمية الاقتصادية والتنمية السياحية، والتنمية الاجتماعية والثقافية والتنمية الأكاديمية، وكذلك التنمية الإدارية والتنمية  المستدامة التي سيكون موضوع الحديث عنها.

وتعرف التنمية المستدامة على أنها قدرة الدولة على زيادة مواردها وإمكاناتها، واكتساب الميزة التنافسية في الأسواق الدولية، والتمكن وبجدارة الوقوف في ميدان الأعمال الدولية في كافة مجالاتها، وعلى الصعيد الداخلي تعتبر التنمية المستدامة، بأنها قدرة الدولة وأي دولة كانت على تنمية طاقاتها وقدراتها في كافة الموارد المختلفة سواءً كانت بشرية، واقتصادية واجتماعية وطبيعية.

وتدعيم هذه القدرات في سبيل رفع الطاقة الإنتاجية، لتلبية المتطلبات الضرورية لأغلبية سكان هذه الدولة، وتمكينهم من تقديم مطالبهم وحقوقهم  إلى الحكومات، ويطبق مفهوم التنمية على الصعيد الشعبوي والمجتمعي.

والتنمية المستدامة تنمية طويلة الأمد، إذ أنها تأخذ بعين الاعتبار حقوق الأجيال القادمة في موارد الأرض، لحماية وتلبية احتياجات المواطن الأساسية والضرورية من غذاء وكساء، والحاجات الصحية والتعليمية التي من شأنها تؤدي إلى تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية للبشر، دون الإضرار بالتنوع الحيوي.

وجوهر التنمية المستدامة أنها تأخذ بعداً عميقاً على المستوى الفردي، لأنها في حقيقة الأمر هي استثمار في الإنسان خاصة المرأة والأسرة، فإذا تم الاستثمار فيها وتم تنميتها من الجانبين الاجتماعي، والمعرفي والاقتصادي فبذلك يكون قد تم خلق مجتمع متماسك ومتين.

وتأخذ التنمية المستدامة بعداً جوهرياً آخر، لأنها هي مناشدة لتحقيق أقصى قدر من الرفاهية الإنسانية، وليس من المستبعد تحقيق ذلك، فهذا ممكن أن يتحقق إذا توفرت حقوق الملكية لأنها الإطار الذي يشجع على التطوير، الابتكار النمو الاقتصادي، لأنه جوهر التنمية وليس نقيضها.

حقاً ما أحوجنا اليوم إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإدارية وخاصة التمية المستدامة التي تمثل أجود أنواع النمو.