لكل السوريين

فساد المنظمات يعود للواجهة من جديد وسكان المخيمات في شمال غرب سوريا أكثر المتضررين

إدلب/ عباس إدلبي 

بات الفساد في المنظمات العاملة في الشمال الغربي من سوريا منتشرا بشكل كبير، ما حرم الكثير من العائلات المحتاجة من المعونات، في وقت يدق فيه ناقوس المجاعة عائلات سورية تقدر بمئات الآلالف.

وفي خطوة جديدة، كشف موظف سابق في إحدى المنظمات عن حجم الفساد المستشري في صفوف موظفي المنظمات، والذي أكد في حديثه عن وجود محسوبيات وواسطات، “واللي له قريب في المنظمات بيقبر الفقر وبينسى الجوع”، حسب ما وصف الوضع في حديثه لصحيفتنا.

أحد الموظفين السابقين في منظمة غول التي تعود أصولها وإدارتها لتركيا كشف عن فساد تلك المنظمة، وعن سرقة إدارتها وموظفيها لقوت المواطن ومستحقاته حيث قال: “إن معظم المستفيدين وهميين ولا أصل لهم بالواقع سجلت أسمائهم بلوائح ورفعت وقبض اللصوص مستحقاتهم، وتقاسموها ما بين الإدارة في تركيا والموظفين في الشمال”.

وأضاف الموظف “مبالغ ضخمة تسرق باسم النازحين، وذكر الموظف ان منظمة غول هي من أوائل المنظمات التي غطت المناطق التي خرجت عن سيطرة قوات النظام، إلا أن تلك المنظمة خرجت عن مسارها وأهدافها من مساعدة الفقراء والنازحين لسرقة النازحين والفقراء”.

وقال: “هناك مشاريع تنموية ضخمة كان من المفترض تنفيذها بالشمال الغربي لسوريا مثل إعادة تشغيل محطة توليد الكهرباء في عين الزرقاء وإعادة ضخ المياه لسهل الروج، إلا أنه اللصوص سرقوا تلك المبالغ لجيوبهم وحرموا معظم سكان المنطقة من نعمة الكهرباء والماء عبر إدخال بيانات وهمية ادت لإيقاف المشاريع وذهاب المبالغ سدا”.

من ناحية أخرى حدثنا مدير مخيم الكمونة على الحدود التركية في منطقة أطمة السيد علاء، عن كشفه لأسماء وهمية رفعت بياناتها بالتنسيق مع منظمة سداد التابعة للهلال الأحمر القطري، وقال علاء: “خلال عملي بالمجلس المحلي لاحظت أسماء غير موجودة بالمخيم ومستلمة لبعض المخصصات إلى سلمت للمخيم، وبالتدقيق والبحث وجدت أن أسماء كثيرة لا وجود لها بالواقع وتعود منفعتها لموظفين بالإدارة وأعضاء المجلس المحلي للمخيم”.

ويضيف علاء “ومن خلال متابعتي لعدد السلال التي دخلت المخيم لاحظت أن عدد من الدفعات من المواد الغذائية والصحية موجودة فقط ضمن البيانات، وعلى أرض الواقع النازح لم يسمع بها وأنها دخلت مستودعات التجار وبيعت لهم بدون أن تصل للمخيم”.