لكل السوريين

النظام التركي يواصل انتهاك السيادة العراقية.. وبغداد تستنكر

شن النظام التركي هجوماً جديداً في شمال العراق، استهدف ثلاث مناطق بالقرب من الحدود التركية شمال العراق.

ولاقت العملية مقاومة كبيرة أفضت إلى خسائر فادحة في صفوف القوات التركية التي دائما تشن عمليات عسكرية على مناطق عراقية بمساعدة سلطات الإقليم، وبرضى نوعا من قبل عدد من أعضاء الحكومة العراقية المركزية.

وزعم رئيس النظام التركي أن حكومة بغداد وقادة إقليم كردستان يدعمون الحملة التي يقوم بها تحت شعار “قفل المخلب”.

وقالت وزارة الدفاع التركية إن الهجوم تم بالتنسيق مع “أصدقاء تركيا وحلفائها” دون ذكر أي تفاصيل عن هؤلاء “الأصدقاء والحلفاء” الذين نسقت معهم.

بينما أبلغت وزارة الخارجية العراقية سفير النظام التركي احتجاجها الشديد على هذه العمليات، كما أكدت وزارة الخارجية الأميركية على لسان متحدثة باسمها، على ضرورة احترام سيادة العراق وسلامته الإقليمية.

وكثيرا ما يقوم الجيش التركي بغارات جوية داخل العراق، ويرسل قوات برية إلى مواقعه العسكرية في إقليم كردستان لتنفيذ هجمات بالتواطؤ مع البشمركة.

وغالباً ما تندد بغداد بهذه العمليات التي لم تنسقها أنقرة مع الحكومة المركزية، باعتبارها انتهاكاً لسيادة العراق.

احتجاج عراقي

بعد يوم من إعلان أنقرة أطلاق عملياتها، استدعت وزارة الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة على خلفية الانتهاكات المستمِرّة للجيش التركي.

ودعت الوزارة تركيا إلى “الكفّ عن مثل هذه الأفعال الاستفزازيّة، والخروقات المرفوضة”.

وجددت مطالبتها بـ “انسحابِ كامل القوّات التركيّة من الأراضي العراقيّة بنحو يعكس احتراماً ملزماً للسيادة الوطنية”.

واعتبرت الخارجية العراقية أن حالات الاعتداء التي تقوم بها القوات التركية، لا تستند إلى أي أُساس قانوني دولي، مشيرة إلى أن المادة 51 من ميثاق الأُمم المتحدة التي تبيح حق الدفاع عن النفس وتبرر بها أنقرة أفعالها، “لا تجيز انتهاك سيادة بلد مستقل”.

وأكدت أن “انتهاك سيادة العراق لن يكونَ أرضية مناسبة لإيجاد حلول تشاركيّة، ومستدامة للتحديات الأمنيّة، التي تضع أولوية زيادة التعاون الامني بين الجانبين، سبيلاً ناجعاً لتحقيق المصالح المرجوة ومواجهة التحديات”.

شكر تركي

وكان رئيس النظام التركي قد زعم أن حكومة بغداد وقادة إقليم كردستان يدعمون هذه العملية.

وقال خلال اجتماع لنواب حزبه، إن بغداد وقادة إقليم كردستان يدعمون الحملة العسكرية التي تشنها تركيا براً وجواً، تحت شعار “قفل المخلب”.

وتقدم بالشكر للجهتين قائلاً  “أشكر الحكومة المركزية في العراق والإدارة الإقليمية على دعمهما للمعركة”، حسب فرانس برس التي أضافت على لسانه “أتمنى التوفيق لجنودنا الأبطال المنخرطين في هذه العملية التي نخوضها بتعاون وثيق مع الحكومة العراقية المركزية والإدارة الإقليمية في شمال العراق”.

كما نقلت  فرانس برس عن محلّلين اعتقادهم بأن قادة العراق “رغم تقدّمهم باحتجاجات رسمية سعداء في قرارة أنفسهم بالجهود التي تبذلها تركيا داخل الأراضي العراقية”.

توقيت لافت

يرى مراقبون أن العملية العسكرية الحالية تعتبر استكمالاً للعمليات السابقة، التي أطلقت منذ عام 2019، ابتداء من “عملية المخلب 1″،  وعمليتي “مخلب النمر” و”مخلب النسر” اللتين أطلقهما النظام التركي في شمال العراق عام 2020.

لكنهم يتحدثون عن “عوامل لافتة” قد تميّز ما يحصل الآن عن السابق، حيث جاءت العملية في ظل وجود فراغ حكومي في بغداد وانشغال معظم دول العالم بأزمة أوكرانيا.

كما جاءت بعد ثلاثة أيام على زيارة رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى أنقرة التقى خلالها رئيس النظام التركي، ورئيس استخباراته، ورحّب عقب المحادثات معهما “بتوسيع التعاون لتعزيز الأمن والاستقرار” في شمال العراق، مما يشير إلى تنسيق محتمل قد تم الاتفاق عليه.

وتحاول أنقرة استثمار هذه الظروف لتصعيد عملياتها العسكرية في شمال العراق من جهة.

كما يحاول رئيس النظام التركي توظيف زعمه “مكافحة الإرهاب” في أجندته السياسية الداخلية مع اقتراب الانتخابات الرئاسية من جهة أخرى.

يذكر أن رئيس وزراء كردستان العراق قال خلال مؤتمر للطاقة في دبي الشهر الماضي إن الإقليم لديه القدرة لتعويض بعض من نقص الطاقة في أوروبا.

وأكد أنه سيصبح قريباً مصدراً مهماً للطاقة، وسيساهم في تلبية الطلب العالمي.

ويحتاج تصدير الغاز من الإقليم إلى استقرار المنطقة الحدودية مع تركيا.