لكل السوريين

أجواء انتفاضة ثالثة في فلسطين الصهاينة يستبيحون المسجد الأقصى والفلسطينيون يقاومون بأجسادهم

صّعد جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العدوانية في القدس والخليل بعد إعلاق المعابر مع الأراضي الفلسطينية خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.

وشهدت الأيام الماضية اشتباكات عنيفة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في داخل ومحيط المسجد الأقصى بالقدس، حيث تزايدت اقتحامات الصهاينة المتشددين للمسجد بحراسة عناصر من الشرطة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات مع الفلسطينيين الذين واجهوا هذه الاقتحامات وسقوط عشرات الجرحى منهم واعتقال آخرين، وإصابة عدد من الإسرائيليين.

وتواصلت الدعوات الفلسطينية للاعتكاف في المسجد حتى نهاية شهر رمضان لصد اقتحامات المستوطنين عنه، فيما يستمر الجيش الإسرائيلي بحماية المستوطنين داخل باحاته.

وساهم تزامن شهر رمضان مع عيد الفصح اليهودي وعيد القيامة لدى المسيحيين بتزايد توافد الآلاف من المصلين الفلسطينيين والإسرائيليين والأجانب على البلدة القديمة في القدس، مما أدى إلى زيادة الاحتكاكات والتوترات حول الأماكن المقدسة.

اقتحام المسجد

اقتحمت عناصر من الشرطة الإسرائيلية ومجموعات من المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والرصاص المطاطي لإخراج المصلين من المسجد وإبعاد المرابطين عن باحاته، ما تسبب في حالات اختناق بين المصلين والمرابطين.

وخلال الاقتحام اندلعت اشتباكات بين المصلين وشرطة الاحتلال التي أطلقت الرصاص المطاطي، وحاصرت ما تبقى من المصلين داخل المصلى القبلي، كما حاصرت النساء داخل مصلى قبة الصخرة.

وكانت قوى يمينية يهودية قد نظمت مسيرة بالأعلام في البلدة القديمة بالقدس رغم قرار شرطة الاحتلال عدم تأمينها.

وشارك في المسيرة عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير رغم تحذير وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي من أن ذلك يعرّض الأمن الإسرائيلي للخطر.

في حين اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أن “المسيرة خطوة مروعة من المتطرفين اليمينيين الذين يحاولون خلق استفزازات عنيفة”.

عدوان على غزة

شنت مقاتلات حربية إسرائيلية عدة غارات استهدفت مواقع للفصائل الفلسطينية في جنوب مدينة غزة ووسط القطاع.

وأطلقت آليات جيش الاحتلال نيران مدفعيتها باتجاه عدد من نقاط الرصد التابعة للمقاومة الفلسطينية شرق مخيم البريج وبلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة.

وردت المقاومة على العدوان الإسرائيلي بالقذائف الصاروخية على قوات الاحتلال.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن القبة الحديدية اعترضت أربع قذائف صاروخية أطلقت من غزة باتجاه منطقة الغلاف.

وكان الجيش الإسرائيلي قد قال إن قذيفة أطلقت في وقت سابق من شمال قطاع غزة سقطت شظاياها بساحة منزل في مدينة “سديروت” المتاخمة للحدود الشمالية مع القطاع.

وزعم أن القذيفة لم توقع أي إصابات، ولكن صفارات الإنذار دوّت في المنطقة وفي كافة البلدات المتاخمة للحدود، ووضعت القبة الحديدية في حالة تأهب قصوى.

ردود فعل فلسطينية

وفي ردود الفعل على العدوان الإسرائيلي، أدانت حركة فتح التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد قطاع غزة، واعتبر المتحدث باسمها أن “الاعتداء على المدنيين تصعيد خطير يهدف لصرف الأنظار عن الأحداث الجارية في مدينة القدس المحتلة”.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن القصف الإسرائيلي على القطاع سيزيد من مقاومة الشعب الفلسطيني وإصراره على مواصلة النضال ضد الاحتلال وتصعيد دعمها وإسنادها لأهالي القدس مهما بلغت التضحيات.

وأكدت الحركة استعدادها للتحرك العسكري إذا استمر التصعيد الإسرائيلي في القدس.

كما حمّلت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الحكومة الإسرائيلية مسؤولية التصعيد العسكري ضد القطاع، وقالت في بيان لها “إن الشعب الفلسطيني حسم خياراته لكبح جماح العدوان ومشاريع الاحتلال والاستيطان بالمقاومة بكافة أشكالها وأدواتها، وأكد البيان على حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن نفسه وحقوقه”.

وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة الفلسطينية في حالة انعقاد دائم لمراقبة سلوك الاحتلال.

ردود فعل عربية ودولية

للرد على الإجراءات الإسرائيلية المتصاعدة في القدس، عقدت اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس، اجتماعاً طارئاً في الأردن نددت خلاله بالانتهاكات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى، وأكدت رفضها مساعي إسرائيل الهادفة إلى تغيير الوضع القانوني والتاريخي في الأقصى، ودعمها لصمود الشعب الفلسطيني وقياداته في دفاعهم عن القدس والأقصى.

وطالبت المجتمع الدولي “بالتحرك الفوري لوقف ممارسات إسرائيل في القدس والأقصى”.

كما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة لبحث الوضع في القدس، وخلال الجلسة دعا مندوب فلسطين المجلس لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني من العدوان الإسرائيلي.

ودعت الدول أوروبية بالمجلس الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى وقف الاستفزازات وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مساوية بذلك بين الضحية والجاني.

وشددت على “استعادة الأفق لعملية سلام ذات مصداقية بين الفلسطينيين والإسرائيليين”.

يذكر أن العديد من المراقبين يشيرون إلى أن “عدوان إسرائيل على الأقصى يهدد بانتفاضة لن تقدر على احتوائها”، ويؤكدون “أن الشلل السياسي المصحوب بالضغوط الدينية من اليمين الإسرائيلي يؤدي إلى خلق وضع في إسرائيل وفلسطين يمكن أن يصبح خارج السيطرة”.

ويحذر المراقبون من أن إسرائيل باتت على أبوب انتفاضة فلسطينية ثالثة طالما حذرت منها الصحف ووسائل الإعلام الغربية.