لكل السوريين

بسبب ارتفاع أسعار التكلفة.. أهالي طرطوس يولون وجوههم عن المؤونة هذا العام

طرطوس/ ا ـ ن 

لا يختلف هذا العام عن سابقه من الغلاء والفقر والضغوطات الاقتصادية والصحية والاجتماعية، وساهم غلاء الأسعار والمواد الأساسية بابتعاد العائلة السورية عن عاداتها وطقوسها السابقة ومنها تصنيع المونة السنوية وتجميعها لأيام الشتاء ومنها المكدوس والمربيات.

وارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية بشكل كبير ما جعل الكثير من العوائل يعزفون عن اقتنائها هذا العام، لعدة أسباب أبرزها العائق الاقتصادي في ظل وضع معيشي صعب يحيط بكافة العائلات في سوريا.

وفي طرطوس لا يختلف الحال كثيرا، فقد امتنعت عدة عوائل هذا العام عن تخزين المؤونة الشتوية من “المشمش، الكرز، التين، الباذنجان، الفليفلة”.

تقول السيدة فاطمة وهي ربة منزل، تبلغ من العمر 42 عاما، من مدينة بانياس بريف طرطوس، إنها “في كل عام كنت أصنع مؤونة الشتاء حوالي 100 كيلو من الباذنجان للمكدوس، ولكن هذا العام سوف اقتصر إلى 20 كيلو لأن سعر الجوز ارتفع بطريقة جنونية مثل باقي المواد، إذ وصل سعر الكيلو إلى 32000 ليرة، وسعر بيدون الزيت إلى 275000 ليرة”.

وتضيف “كذلك الباذنجان والفليفلة وهذا ليس من قدرتي وترافق ذلك مع أزمة الغاز والكهرباء مما أدى إلى زيادة الصعوبات في صناعة المكدوس وتموينه، للأولاد أثناء دوامهم بالمدرسة”.

أم علي، سيدة أخرى من مدينة طرطوس، قالت لمراسلتنا إنها سوف تتجه هذا العام لشراء الفستق بدل الجوز لحشي المكدوس، مبررة ذلك لعدم قدرتها على شراء الجوز بسبب ارتفاع سعره كثيرا.

وتضيف أم علي “هنالك الكثير من المواد التي نستعملها في صناعة المربيات، ولكننا امتنعنا هذا العام عن صناعتها بسبب الغلاء الفاحش وبسبب غياب شبه تام للغاز من كل المنازل، حيث أننا نحصل على جرة الغاز كل ثلاثة أشهر فقط، ولا نستطيع شرائها من السوق السوداء بسبب ارتفاع سعرها بشكل جنوني، حيث يصل سعرها لـ 80 ألف ليرة سوريا”.

وتتابع “ولا تساعدنا الكهرباء في ذلك، حيث أننا نفتقدها كثيرا، فهي لا تأتي سوى ساعة مقابل خمسة ساعات انقطاع، وبالتالي أمر تجهيز المؤون يحتاج لعناء كبير ومصاريف باهظة، وعليه امتنعنا عن اقتنائها هذا العام”.