لكل السوريين

استياء شعبي في السـويداء من تردي الوضع المعيشي، والأهالي يواصلون حملة “بدنا نعيش”

حولت الأوضاع السائدة حياة معظم سكان محافظة السويداء إلى معاناة شبه يومية بفعل الضائقة الاقتصادية، والارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية، وعجز الكثيرين من الطبقة المتوسطة ومعظم الفقراء عن تأمين الحد الأدنى من مستلزمات الحياة لهم ولأطفالهم الذين ترك بعضهم الدارسة من أجل العمل ومساعدة أسرهم، وصار عمل الأطفال واليافعين ظاهرة مألوفة في المحافظة في السنوات الماضية.

وحسب المكتب المركزي للإحصاء تجاوز معدل البطالة في المحافظة خلال العام الماضي نسبة الـ 24 بالمئة، وبلغت نسبة السكان غير الآمنين غذائياً 33،5 بالمئة. والمهددين بفقدان الأمن الغذائي الوشيك 44 بالمئة. فيما تبلغ نسبة الموظفين 45،9 بالمئة من سكان المحافظة.

وراتب الموظف هذه الأيام لا يمكّن أسرته من العيش المعقول لأكثر من الثلث الأول من الشهر، وإذا كان مستأجراً للمنزل الذي يعيش فيه يذهب معظمه إلى مالك المنزل.

دعوات.. واحتجاجات شعبية

ومع تسارع تدهور الوضع الاقتصادي وتردي الحالة المعيشية وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل غير مسبوق، وانهيار سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار ووصولها إلى أكثر من ألف ومئة ليرة مقابل دولار واحد، تنادت مجموعة من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي ودعت إلى وقفة احتجاجية تحت عنوان “بدنا نعيش” للتنديد بهذه الأوضاع الخانقة والمطالبة بتحسين الظروف المعيشية

وتلبية لهذه الدعوات، وتحت شعار “بدنا نعيش”، خرج مواطنون من مختلف التوجهات الفكرية والاجتماعية للتنديد بهذه الأوضاع التي تجثم على صدورهم، وساروا في شوارع المدينة الرئيسية، واعتصموا أمام مبنى دار الحكومة حاملين لافتات تندد بما وصلت إليه أوضاعهم، مثل “خيرات بلادي لولادي” و”حاربتونا بلقمتنا.. انتوا اخترتوا طلعتنا”، و”ربط الاجور بالأسعار.. يسقط يسقط الدولار”، ومؤكدين على سلمية احتجاجهم وتمسكهم بمطالبهم المشروعة، كما رددوا هتافات تندد بالفساد وغلاء الأسعار وجشع التجار، وتدعو الصامتين للانضمام إلى المشاركة في هذه الاحتجاجات. 

كما شهدت منطقة شهبا احتجاجات شعبية واعتصامات مماثلة نددت بالظروف الاقتصادية والأمنية السيئة، واحتشد العشرات في سوق المدينة الرئيسي، وهتفوا «بدنا نعيش»، كما طالبوا بتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية.

واستمرت هذه الاحتجاجات التي بدأت منتصف هذا الشهر، وفي يومها الرابع بدأت نشاطها بتقديم رسالة سلام أمام مبنى دار الحكومة، للتأكيد على سلمية حراك المحتجين الذين يجوبون أسواق المدينة، أو يعتصمون في ساحاتها.

وفي اليوم الثامن تجمع المحتجون أمام كلية التربية في مدينة السويداء، منددين بفساد المؤسسات التعليمية، ورفعوا لافتات تؤكد على مطالبهم المشروعة بتحسين الظروف المعيشية وتأمين بيئة مناسبة للعيش.

ويوم الأربعاء الماضي نفذت مجموعة من المحتجين وقفة صامتة أمام مديرية التربية، وتعرضوا لمضايقات من قبل أشخاص غير معروفين، مما دفعهم إلى مغادرة المكان حرصاً منهم على عدم الاحتكاك بأحد.

وتزامنت هذه الاحتجاجات مع دعوة لمقاطعة شراء جميع المواد الغذائية، باستثناء الخبز لمدة أسبوع كامل، وماتزال الدعوات إلى استمرارية الاحتجاجات وتنفيذها قائمة، وما يزال التعاطف الشعبي مع هذه الاحتجاجات يتنامى.

وللمحتجين رأيهم

حول ضرورة القيام بهذه الاحتجاجات والاعتصامات يقول أحد المشاركين فيها: ما خلو قدامنا حل ثاني.. جوعونا وخربو بيوتنا.  

بدوره يقول أبو تيسير “رجل خمسيني”: مش قادرين نبعث ولادنا عالمدارس.. منين بدنا نجيب مصاري. عمنشتغل ليل نهار ومش لاحقين اللقمة.. والتجار ما بيخافوا من الله عبيمصوا دمنا.

ويقول باسل “طالب جامعي”: المازوت المهرب عبينباع  بالشوارع ونحنا بردانين.. والمال لجيوبهن ونحنا جوعانين.

وتتساءل منى “طالبة مرحلة ثانوية” بمرارة: كيف بدنا ندرس بالبرد؟ مازوت مافي والكهربا بتنقطع أكثر ما بتجي ماعاد فينا نتحمل.

تقرير/ لطفي توفيق