لكل السوريين

على الحدود، تجار الأعضاء البشرية، القصف العشوائي.. أسباب مقتل عديد السوريين، وهذه بضعٌ منها

تستمر المأساة في ظل تداعيات الأزمة السورية باسطة أجنحتها على جميع مكونات الشعب السوري، حيث أن الحرب التي تدور في سوريا كان لها أثر بالغ على حياة الفرد ولقمة عيشه حتى أصبح رغيف الخبز حلم بعيد المنال.

ومن خلال وجودنا في المنطقة وقربنا من المشهد العام كان لابد لصحيفتنا تسليط الأضواء على معاناة الساكنين بها وبشكل خاص على الوافدين إليها من بعض المحافظات الأخرى، فكان لنا لقاء مع بعض الأشخاص في خيامهم والحديث عن معاناتهم.

أبو الوليد نازح من ريف دمشق وتحديدا من معظمية الشام، حدثنا عن معاناته مع عائلته ورحلة نزوحهم فقال “لدي ثلاثة أطفال، وكنت أعمل في النجارة، وأجبرتني وعائلتي الحرب على النزوح، وترك مهنتي، نعاني الآن من الفقر، في طريقنا للهلاك إن استمر الأمر كما هو”.

وأضاف “جاءت الباصات الخضراء ونقلتنا صوب الشمال، ولا نعلم أين الوجهة، كل ما نعلمه أننا متجهين شمالا، كنا نأمل أن تكون حياتنا أفضل، ما إن وصلنا حتى رأينا الفوضى تعم في كل مكان، التنظيمات الإرهابية تعيث في الأرض خرابا وفسادا”.

واستطرد “أول مرحلة لنا كانت خان شيخون، مكثنا ستة أشهر في مركز إيواء خصص لنا، دون أي عناية، الأتراك يعتبرون الآمر الناهي في المنطقة، الضباط الأتراك يتجولون بلا رادع لهم، وكأن سوريا ملكٌ لهم”.

بعدها بست أشهر، وحسبما ذكر أبو الوليد أنه اضطر لبيع حلي زوجته، والعزم على السفر إلى تركيا، ولكن؛ كانت الفاجعة، ما إن قفزنا الجدار الإسمنتي حتى بدأت الجندرمة تقصف بشكل عمد صوبنا، ماذا حل بنا، بدأ الرصاص ينهال علينا كالمطر، زوجتي تصرخ، أطفالي يستغيثون.

بكى أبو الوليد قليلا، ثم تابع حديثه “توقفت قليلا، وعدت للوراء لأجيب زوجتي، وإذ بها تنزف بعد أن أصيبت بجراح بليغة، لم تكن زوجتي الوحيدة، فقد كان هناك عدة إصابات ضمن المجموعة، التي كانت برفقتنا”.

إنهم مجرمون، ماذا يريدون مننا، لم يتركوننا نهنئ في بلدنا، وإن أردنا الدخول إلى بلدهم انهالوا علينا بالقصف، بهذه الكلمات تابع الحاج حديثه، مشيرا إلى أنه كان قد طلب منهم إسعاف زوجته، وقاموا بضربه بشدة، وبكلمات فاحشة، بعدها أحضروا سيارة عسكرية، ووضعونا فيها كالأغنام، متجاهلين الإصابات، ونقولنا إلى مخفر قريب، من ثم، إلى سوريا.

أكثر شيء مزعج شاهده أبو الوليد، هو إقدام عناصر حرس الحدود على التحرش بالفتيات ضمن المجموعة، بالإضافة إلى وفاة طفلة لم يسعفوها متأثرة بإصابتها.

قصة ثانية لنازحة أخرى من مدينة سقبا، تدعى أم أحمد، بدأت بقتل الجيش التركي لولديها في إحدى نقاط التهريب، كانا قاصدان العبور لتأمين لقمة العيش، بعد أن حولت الدولة التركية مستقبلهم لرماد.

فادي الأحمد من داريا ومن سكان الفوعة حالياً معاق وله خمسة أطفال، أيضا شاهد معاناته، وتحدث له عن سبب إصابته التي تعرض لها، بعد استهدافه بطلق ناري وهو يقود حافلة قبل خمس سنوات، ويشير إلى كذب الأتراك ووعودهم التي قدموها لهم. بأنهم سينعمون بالرفاهية في إدلب.

أما أبو هاني وهو من ريف حمص الشمالي فكانت معاناته لا تقل عن معاناة من تحدثنا معهم سابقا، ولكن بطريقة أخرى حيث تعرض لمحاولة اختطاف هو ورفيقه شادي، إلا أنه نجا هو واختطف رفيقه شادي من قبل مجموعة تبين بعدها أنها تعمل بالاتجار بالأعضاء البشرية، بعدها بأسبوع وجد رفيقه وهو جثة هامدة ملقية في أحد البساتين، ومفرغة من كامل الأعضاء.

تقرير/ عباس إدلبي