لكل السوريين

محرقة الخيام.. تكشف الوجه القبيح لليمين الإسرائيلي

قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيماً للنازحين قرب مقر لوكالة الأونروا غربي رفح، مما أسفر عن استشهاد عشرات الفلسطينيين معظمهم من الأطفال والنساء.

ووقعت المجزرة التي وصفت بـ”محرقة الخيام” في منطقة كان جيش الاحتلال قد صنّفها ضمن “المناطق الآمنة”.

وحمّل زعيم المعارضة يائير لبيد بنيامين نتنياهو مسؤولية المجزرة، واعتبرها “أكبر إخفاق للشعب اليهودي منذ المحرقة”، في حين اعتبرها نتنياهو خطأ كارثياً، وزعم أنه لم يكن مقتل وجرح عشرات المدنيين الفلسطينيين في رفح مقصوداً، وأنه سيجري التحقيق فيها، وأضاف في خطاب له بالكنيست “أجلينا بالفعل نحو مليون ساكن غير مقاتل في رفح، وعلى الرغم من جهودنا القصوى لكيلا نؤذي غير المقاتلين، حدث خطأ على نحو مأساوي”.

وخرجت مسيرات غاضبة في عدة مناطق بالضفة الغربية استنكاراً للمجزرة، ونددت الرئاسة الفلسطينية والقوى الوطنية بها، وطالبت بوقف الإبادة في غزة.

وحمّلت حركة حماس الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة، ودعت إلى تصعيد الفعاليات الجماهيرية الغاضبة والضغط من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على غزة.

كما أدانت وزارة الخارجية السعودية بشدة “استمرار مجازر قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وآخرها استهداف خيام النازحين في رفح”.

وقالت نائبة رئيس الوزراء البلجيكي “نشعر بالفزع من الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم اللاجئين التابع للأونروا في رفح”.

وأشارت إلى أن “قتل المدنيين والأطفال عشوائياً، يخالف للقانون الدولي وينتهك أمر محكمة العدل الدولية الداعي إلى وقف العمليات العسكرية في غزة”.

كشف الوجه القبيح

ترى بعض الأوساط السياسية في إسرائيل أن احتفال اليمين الإسرائيلي بمذبحة المدنيين برفح “يمثّل الوجه القبيح لإسرائيل، ويجعل الذين يعتقدون أن إسرائيل مختلفة يواجهون تحدياً صعباً في سعيهم لإثبات العكس”.

وفي هذا الاتجاه، ذهبت صحيفة هآرتس الإسرائيلية التي كتبت “في ظل وجود أكثر من مليون لاجئ فلسطيني في مخيمات المنطقة، لا بد أن يتسبب ذلك بخسائر بشرية جماعية”.

وأوضحت الصحيفة أن الغارة الإسرائيلية “أحدثت دماراً واسع النطاق، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصاً، ولفتت كاتبة المقال أليسون سومر، إلى أن قادة إسرائيل وأنصارها على أهبة الاستعداد ليدافعوا عن جيش إسرائيل “الأخلاقي”، ويعبروا عن رفضهم لأي اتهام بأن العدوان كان من الممكن تجنبه، ولأي تلميح إلى أن ما وقع كان متعمداً، ولأي كلمات مثل “إبادة جماعية أو مذبحة”، حيث يعتبرون أن هذه الاتهامات “تحريف للحقيقة، ومعاداة للسامية”.

وأضافت سومر “ولكن قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك هذه المرة، أصبح من الواضح بشكل مؤلم منذ البداية أن جهودهم ستذهب سدى”.

نوايا مبيّتة

حمّل المدعي العام السابق للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، رئيس الوزراء الإسرائيلي مسؤولية المجزرة التي شهدها مخيم للنازحين في رفح جنوب قطاع غزة.

وأستدل المسؤول القانوني السابق في اتهامه لنتنياهو على وصفه لما حدث بأنه “مجزرة تمت عن طريق الخطأ”.

وخاطب نتنياهو بقوله “هذا ليس خطأ، بل أنت من أمر باستمرار العملية في رفح، وهذا كاف لإثبات ركن النية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية”.

وأكد أن المجزرة الإسرائيلية تعتبر انتهاكاً واضحاً لقرار محكمة العدل الدولية القاضي بوقف العمليات العسكرية في رفح.

وأشار إلى أنه يمكن استخدامها دليلاً ضد إسرائيل في محاكم أخرى مثل المحكمة الجنائية الدولية لإثبات أن الجيش الإسرائيلي استمر في استهداف المدنيين رغم تحذير محكمة العدل. وقال إن هذه العملية يمكن أن تثبت النية الإجرامية المبيتة لدى نتنياهو، ويمكن أن يستخدمها القضاة في المحكمة الجنائية ضمن هذا السياق.

واعتبر أوكامبو المشاهد التي صورتها مسيّرة إسرائيلية ووثقت خلالها نسف مربعات سكنية كاملة، دليلاً على أن إسرائيل تستهدف المدنيين، وهو ما يندرج تحت بند جرائم الحرب، وقال إن الجنائية الدولية سوف تتابع الموضوع، وقد يقرر القضاة إصدار مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين، وأضاف أن مجلس الأمن الدولي يمكنه أن يفرض على إسرائيل الالتزام بأمر محكمة العدل بوقف العمليات في رفح، وتساءل “هل ستقف أميركا إلى جانب نتنياهو باستخدام حق النقض أم ستقف إلى جانب القانون”.