لكل السوريين

ماكرون يتكئ على الرمز

لطفي توفيق

قالوا.. ماكرون كرّم فيروز بزيارته لها..

ونقول.. ماكرون كرّم نفسه بزيارته لفيروز..

ربما بحث الرجل عن رمز مميز..

ليبدأ به زيارته إلى لبنان.

رمز لبناني.. فوق أمراء الطوائف..

وفوق طقوس القبيلة.. والطائفة..

فوجد فيروز.. فوق كل ذلك

كما قمّة صنين فوق كل الانحدارات.. والحفر

ولكنه غفل عن أنه.. من هذه القمّة..

انطلق حلم الرحابنة عبر صوت فيروز

إلى جبل حرمون.. واحتضن بردى.. وتمشى في غوطة دمشق.

ورحل بعيونه إلى القدس.. ليعانق الكنائس القديمة..

ويمسح الحزن عن المساجد.

وكأن هذا الحلم

أعاد لبلاد الشام وحدتها التي مزقتها فرنسا.. وبريطانيا.

وعندما اندلعت حرب الطوائف البغيضة في لبنان..

انطلق صوت فيروز.. من كل إذاعات القوى المتحاربة..

وحاولت الخنادق المتقابلة أن تمزق حلم الرحابنة..

فأعاد صوت فيروز توهّج الحلم:

‏سألوني شو صاير ببلد العيد

مزروعة عالداير نار وبواريد

قلتلن بلدنا عم يخلق جديد

لبنان الكرامي والشعب العنيد

واختتمت تغريدها بـ “بحبك يا لبنان”.

وهي العبارة التي كتبها ماكرون في تغريدته على تويتر..

وشتان بين حب فيروز.. وحب ما كرون.. للبنان

وشتان بين تغريد فيروز.. وتغريدة ما كرون.

جاء الرئيس الفرنسي إلى بيروت.. في هذا اليوم بالذات…

ليحتفل بمرور قرن على ما فعله سلفه هنري جوزيف غورو

قبل قرن أعلن غورو قيام دولة لبنان الكبير..

وأرست فيها فرنسا تركيبة طائفية جعلت من لبنان أسيراً لأمراء الطوائف.

ووضعت لها دستوراً مشبعاُ برائحة الطائفية..

وما زل لبنان يعاني بسبب هذه التركيبة.. وذلك الدستور..

من المحاصصة الطائفية التي أسست لكل حالات الفساد..

جاء ماكرون ليحتفل بما فعله سلفه

وتناسى أن سلفه جاء إلى المنطقة مسكوناً بهواجس الاستعمار..

والحروب الصليبية.

فبعد أن تمكن جيشه من هزيمة المجاهدين في ميسلون..

دخل إلى دمشق..

وتوجه إلى قبر صلاح الدين الأيوبي.. محرر القدس من الغزو الصليبي..

وقال: “ها قد عدنا يا صلاح الدين”.

فهل قال ماكرون: ها قد عدنا يا غورو..

لنكمل ما أنجزت.. ولكن بطريقة عصرية.. وأكثر حداثة.

و.. بدأ بالرمز.