لكل السوريين

ضعف دعم “المنظمات” يدفع نازحي تل أبيض للعمل بالمياومة لتأمين احتياجاتهم

تقرير/ حسن الشيخ

دفع نقص الدعم المقدم من قبل المنظمات الإنسانية العاملة بمخيم نازحي تل أبيض نسبة كبيرة على العمل بالمياومة لتأمين احتياجاتهم الحياتية الأساسية في مجالات عدة في ظل نقص الدعم المقدم من قبل المنظمات العاملة داخله.

ويخرج المئات من عمال المياومة بشكل يومي من مخيم نازحي تل أبيض للعمل في الحقول الزراعية القريبة، أو للعمل في مهنهم كـ (الميكانيك ـ الكهرباء ـ الطينة ـ العمارة …وغيرها) لتأمين دخل يومي في ظل نقص الدعم المقدم من قبل المنظمات العاملة في المخيم.

ويقطن المخيم ما يقارب الـ 7000 نازح هجروا عقب العدوان التركي على مدينة تل أبيض في التاسع من تشرين الأول من العام 2019، وتم نهب وسرقة وتدمير بيوتهم وممتلكاتهم من قبل المحتل ومرتزقته، ويقطنون المخيم المذكور منذ ذاك التاريخ حيث تم تقنين الدعم المقدم من قبل المنظمات العاملة في المخيم لأكثر من مرة، بحيث بات من الصعب تأمين مستلزمات العوائل النازحة مما اضطرهم الى العمل في مهنهم وكعمال مياومة خارج المخيم، أو انتظار فرص العمل التي تؤمنها إدارة المخيم المذكور.

الاعتماد على الذات

وتمثل شريحة عمال المياومة نسبة كبيرة من أهالي المخيم حيث يقول النازح سليمان العلي:” أخرج كل يوم في الصباح الباكر للعمل في ورش البناء خارج المخيم، وهذا العمل يدر علي مبلغ جيد مع كثرة متطلبات أسرتي التي تتألف من 6 أفراد، ولا يمكنني الاكتفاء بالسلة الإغاثية التي تقدمها المنظمات الإغاثية.

ويضيف” بالرغم من مصاعب العمل اليومي في مهنة “العمار والطينة”، ولكنه أفضل بكثير من انتظار المساعدات الإغاثية من قبل المنظمات الإنسانية، لذلك أثرت الاعتماد على نفسي والعمل بالمياومة لتأمين احتياجاتي واسرتي”.

ويأمل ” العلي ” في العودة الى دياره في تل أبيض المحتلة بعد تحريرها ودحر المحتل التركي، والعمل في أرضه التي يتوق للعودة إليها في أقرب وقت ممكن.

الاستفادة من فرص العمل …!

من جانبه يقول الشاب محمد الملا:” هنالك احتياجات اسرية يومية تتطلب الكثير من العمل لتلبيتها، وسدها في ظل الظروف القاسية التي نعانيها يومياً في المخيم، وأنا استفيد من فرص العمل التي توفرها إدارة المخيم كعقود عمل مؤقتة تمتد احياناً الى ستة أشهر، وهي مهمة كثيراً بالنسبة لي كعامل مياومة يملك جهده العضلي لبذله لقاء مبلغ مالي يلبي بعض الاحتياجات”.

وأردف” المواد الإغاثية التي تقدمها المنظمات العاملة في المخيم لا تسد كافة الاحتياجات العائلية بالنسبة لي، لذلك لا أستطيع التعويل عليها كمورد ثابت، والقعود عن العمل، وخاصة مع فقدان مورد رزقي الأساسي “كمزارع” بعد مصادرة أرضي الزراعية من قبل مرتزقة المحتل التركي “.

وأنهى “الملا ” حديثه بالتأكيد أن العمل هو الحل بالنسبة له لتحقيق حياة كريمة، في ظل ندرة فرص العمل، وسيبحث بالتأكيد عن فرص عمل أخرى في حال انتهاء عقد العمل داخل المخيم.