لكل السوريين

ساعات التقنين الطويلة تُنعش صناعة الفخّار

تقرير/ جمانة خالد 

تتواتر ساعة التقنين في كل المدن السورية وتتسابق معظم المحافظات لتقليل ساعات التقنين، ولا تتوافر الكهرباء فعليا إلا من ساعتين إلى أربع ساعات فقط في اليوم، هذا إن وجدت.

وضعف الكهرباء وقلة ساعات الوصل أتاح الفرصة لأصحاب الدخل المحدود بحماة، للبحث عن بديل واستغلال الظروف، هذه القلة بساعات وصل الكهرباء، دفع مصنعي الفخار لإنعاش صناعتهم، وتوفير حلول بديلة للأهالي، ومع دخول فصل الصيف اتجه الأهالي نحو الأواني الفخارية لحفظ المياه.

وتباع الأواني الفخارية بأسعار رمزية، واستغنى الكثير من السوريين عنها في فترة سابقة نتيجة عدم احتياجهم لها باستثناء بعض الريفيين، ويتطلع أصحاب الدخل المحدود لتوفير بدائل وحلول لنقص الخدمات الأساسية، ومع ارتفاع درجات الحرارة، عادت الأواني الفخارية للمياه إلى الظهور في السوق في مدينة حماة، لأنها تساعد في الحصول على الماء البارد دون الحاجة إلى المبردات التي تعمل على الكهرباء.

في آخر سنتين، طور الخزافون “ترمسا فخاريا” مع صنبور، مما يجعل من احتساء الماء سهلا وبسيطا، وبحسب حجم وموقع البيع، تتراوح تكلفة هذا الترمس بين 18 و35 ألف ليرة سورية.

ويتراوح سعر الإبريق الفخاري من 6 إلى 8 آلاف ليرة سورية، فيما يبلغ سعر إناء الفخار المعروف في بعض الأماكن بـ المزملة من 25 إلى 40 ألف ليرة سورية، كما أن السعر مرتبط بالحجم.

ويلف مستخدمو الأواني الفخارية بلفها بأكياس قنب، مما يخلق طبقة عازلة إضافية حولها، حيث يتم ترطيب القنب بالماء للاستفادة من تيار الهواء الطبيعي لزيادة برودة الماء في الأواني الفخارية، وهذه العملية، في حين أنها قد تبدو معقدة، لكنها تعد أحد بدائل لانقطاع الكهرباء.

وزادت في الآونة الأخيرة طلبيات الأواني الفخارية وخاصة لمناطق ريف حماة، لذلك، عمل أصحاب بعض العصرونيات على توفير الفخار كجزء مما يعرضونه على أرفف متاجرهم استجابة لطلبات العملاء.

وعلى الرغم، من الوعود الحكومية وخاصةً في العامين الماضيين بتحسين واقع الكهرباء، إلا أن الوعود جاءت بنتائج عكسية وكل ما يتقدم الوقت تزداد ساعات التقنين، ووصلت ساعات التقنين في كثير من المحافظات السورية لأربع ساعات أو ساعتين يومياً.