لكل السوريين

كيف كانت ردة فعل سكان إدلب بعد مقتل “الخليفة الثاني” بالقرب من مكان مقتل سلفه البغدادي؟!

إدلب/ عباس إدلبي 

كثر الحديث حول عملية الإنزال الجوي التي نفذتها قوات الكوماندوس الأمريكية في منتصف ليلة الخميس الثالث من الشهر الحالي والتي استهدفت من خلالها وبحسب تصريحات البنتاغون زعيم تنظيم داعش المدعو عبدالله قرداش.

الخبر قد يكون عاديا من الناحية الإعلامية لأنه أذيع على مختلف وكالات الأنباء، ولكن الأمر ليس عاديا من زاوية أخرى حيث له إشارات استفهام ودلالات وخيبات أمل عمت معظم سكان الشمال الغربي لسوريا وشمال حلب، ولأسباب عديدة وأهمها.

ويتساءل أهالي إدلب “كيف لعملية إنزال جوي عبر طائرات الهيلكوبتر أن تقوم بعملية على الشريط الحدودي المحاذي لتركيا دون علم مسبق لتركيا مع أن الإنزال تم بضوء أخضر روسي بحسب تقرير الاستخبارات الأمريكية وهذه صفعة أولى لقيادة الجيش التركي واستخباراته؟”.

ومن جهة أخرى كيف لأمير داعش أن يعيش بالقرب من الحدود التركية دون أي علم به من قبل المخابرات التركية حسب مصادرهم، وإن صحت أيضاً هو دليل فشل تلك الأجهزة وأذرعها في الشمال الغربي لسوريا.

وأن عملية قتل قرداش فضحت وعرت تلك التصريحات التي تدعيها تركيا بأنها تحارب الإرهاب وأمير داعش يقطن على شريطها الحدودي، وتدعي أنها لا تعلم به في حين قام طيران التحالف بالإنزال الجوي ودوي طيرانه وصل لإسطنبول، كما يقول السكان.

كما أن لهذه العلمية صدى واسع ودهشة وصدمة للسوريين ولأهالي إدلب خاصة، كيف أن لزعيم أكبر تنظيم ارهابي في العالم يقطن بينهم منذ أكثر من عام، ضمن مبنى مؤلف من طابقين وقبو أرضي، ولا يبعد سوى مئات الأمتار عن حواجز ومقرات عسكرية تابعة لـ«هيئة تحرير الشام» العدو الرئيسي لتنظيم «داعش».

وقال أحد المواطنين رفض الإفصاح عن اسمه، إنه «وسكان الجزء الشمالي الغربي من بلدة أطمة، لم يشاهدوا ولو لمرة واحدة وجه القرشي، وأن كل ما كانوا يعرفونه عن العائلة التي تقيم في المنزل باسم عائلة (أبو أحمد) نازح من مدينة حلب، وكل ما كانوا يشاهدونه هو أطفاله كل حين، يخرجون للعب مع أطفال الحي لساعات محدودة فقط، بالإضافة إلى رؤية إحدى زوجاته كل عدة أيام تذهب للتسوق، ولا يوجد ما يشير إلى أن زعيم تنظيم (داعش) ساكن معهم بالمنطقة ذاتها، وهذا ما جعلهم يشعرون بدهشة وصدمة بعد اكتشاف أمره واستهدافه بعملية إنزال أميركية أدت إلى مقتله وعدد من أفراد أسرته».

إضافة إلى أنه فضل الإقامة قرب مكان كان اغتيل فيه زعيم «داعش» السابق أبو بكر البغدادي. رغم قرب القوات المعادية، كان المكان جيداً نسبياً للاختباء بالنسبة للقرشي الذي كان يسعى لإحياء «داعش»، الذي سيطر على ثلث العراق وسوريا في 2014 قبل أن يتقهقر.

وأن إقامة زعيم تنظيم (داعش) في منطقة توجد فيها مقرات وحواجز قريبة جداً من مكان إقامته تابعة لمرتزقة (هيئة تحرير الشام) ومواقع عسكرية تركية، أمر مستبعد بالنسبة للمواطنين، وربما تلك عوامل دفعته للإقامة ضمن هذا المربع الأمني والعسكري، ولا يدفع الآخرين للشك بشخصيته أو البحث عنه في مثل هكذا منطقة».

وتولى أبو إبراهيم الهاشمي القرشي قيادة «داعش» بعد مقتل مؤسسها أبو بكر البغدادي في 2019، إذ قُتل الأخير أثناء غارة للقوات الخاصة الأميركية بعد تفجير نفسه بحزام ناسف في مكان آخر يبعد عن المكان الذي قتل فيه القرشي 25 كيلومتراً عن منطقة أطمة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.