لكل السوريين

المرصد يكشف عن وصول قادات من داعش إلى المناطق المحتلة، والعفرينيون متخوفون من “الأموال الخيرية”

متابعة/ ميزر الشهاب  

أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن، أن مناطق الاحتلال التركي في الشمال السوري وخاصة كري سبي/تل أبيض وسري كانيه/رأس العين هي ملاذ آمنة لعناصر تنظيم داعش الإرهابي، وحاول عدد من الفارين لهذه العناصر من سجن الصناعة بالهرب إلى تلك المنطقة.

وأوضح عبد الرحمن، أن قوات الأمن الداخلي “الأسايش” تمكنت من القبض على عدد من هؤلاء الفارين في ريف الرقة، الذين حاولوا الهرب إلى مدينة كري سبي/ تل أبيض، بعد مداهمة أحد المنازل هناك.

ولفت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية “قسد” قدمت أسماء عناصر التنظيم المتواجدين في تل أبيض ورأس العين، لكن “التحالف الدولي” لم يطلب من تركيا تسليمهم، مؤكداً أن فارون من سجن غويران من عناصر تنظيم داعش تمكنوا من الوصول إلى مناطق نفوذ القوات التركية والفصائل الموالية لها.

وأشار إلى، أن مجلس هجين العسكري المنضوي تحت مظلة قوات سوريا الديمقراطية ألقى القبض على انتحاريين من التنظيم في ريف دير الزور، كانوا يخططون لأعمال إرهابية ربما انتقامًا لمقتل زعيمهم شمال غرب سورية قرب الحدود السورية-التركية، والمفارقة أن وزير تركي زار اليوم المخيمات في تلك المنطقة، لافتا إلى أنه وقبل يومين تركيا طردت مواطنين سوريين من أراضيها.

وشدد عبد الرحمن، أنه على قسد أن تضرب بيد من حديد خلايا وعناصر التنظيم، منوهاً أن أحداث غويران كانت مفتاح الوصول إلى “خليفة البغدادي”.

وأضاف في الختام، أن استخبارات “قسد” لديها بنك معلومات عن تنظيم “الدولة الإسلامية” وهي شاركت بعملية القضاء على “خليفة البغدادي” وقال: “كما قلنا في اللحظات الأولى للعملية بأنها تحاكي ليلية مقتل البغدادي”.

إلى ذلك، يبدي أهالي عفرين المهجرين عنها “قسرا” نتيجة الهجوم والاحتلال التركي لمدينتهم مخاوف كبيرة من أن تصل أموال حملات التبرع التي زادت وتيرتها مؤخرا إلى تركيا، وأن يتم استغلالها في بناء المزيد من المستوطنات على أراض وممتلكاتهم التي تمت مصادرتها من قبل القوات التركية، ومن قبل الجماعات السورية المسلحة الموالية لها.

ومن الحملات الأخيرة التي أعلن عنها ‏حملة ‎(دفء القلوب الرحيمة)، نظمت من قبل “فلسطينيي الداخل” ونجحت في جمع 10 ملايين دولار قالوا إنّها ستذهب لصالح المهجرين في مخيمات شمال غربي ‎سوريا.

ويقول المحامي حسين نعسو، وهو ممثل الهيئة القانونية الكردية تعليقا على الحملة ”نخشى أن يتم استغلال طيبة الشعب الفلسطيني ومشاعرهم النبيلة وأن تذهب الأموال إلى خزينة الاحتلال التركي الذي يقوم باستخدامها في بناء المستوطنات في منطقة عفرين المحتلة لتوطين وإيواء عوائل المسلحين الموالين له من العرب والتركمان بغية تغيير ديموغرافية المنطقة وطمس هويتها وخصوصيتها القومية الكردية”.

ويضيف نعسو “تجمعنا مع الشعب الفلسطيني العظيم محطات نضالية يشهد لها التاريخ بدءاً من صلاح الدين الايوبي وانتهاءً بشهداء معركة قلعة الشقيف”.

وأشار نعسو أنّ تركيا قامت ببناء أكثر من 18 مستوطنة في منطقة عفرين بدعم جمعيات قطرية وكويتية وفلسطينية تتبع لتنظيم الاخوان المسلمين العالمي وأشهر تلك المستوطنات هي: قرية بسمة في منطقة شاديرة في ناحية شيراوة، مستوطنة جبل قاذقلي في حج حسنا، مستوطنة بافلون على جبل برصا، مستوطنة آفراز في قرية آفرازة.”

نعسو ناشد الفلسطينين وطالبهم بتوخي الدقة والحذر والامتناع عن دعم الاحتلال التركي بالأموال بحجة التبرع لصالح الأعمال الخيرية لأنّ من شأن ذاك الدعم أن يجعل منهم شركاء مع الاحتلال في بناء المستوطنات على الاراضي الكردية المحتلة والمسلوبة على غرار المستوطنات الاسرائيلية، وأنّ من لايقبل الظلم والضيم على نفسه عليه أن لايقبله على الاخرين

من جانبه أبدى الدكتور إبراهيم مسلم تخوفه من أن تقوم تركيا باستغلال هذه الأموال ومايتم جمعه من أموال لكونها الجهة العسكرية والإدارية المسيطرة على المناطق التي سيتم توجيه الأموال إليها، محذرا من خطورة المشروع التركي في سوريا، وقال في سؤاله عن هذه الحملة “هذا الموضوع ليس بجديد وخاصة في مدينة عفرين وريفها، حيث هناك العديد من المنظمات، التي تقوم ببناء وحدات استيطانية من أجل تكريس عملية التغيير الديمغرافي”.

مسلم لم يخفي خشيته من أن تقوم تركيا باستغلال أموال التبرعات لبناء مستوطنات في مناطق أخرى مثل تل أبيض (كري سبي) ورأس العين (سري كاني)، وأن يتم تمويل المستوطنين وتمليكهم بيوت المهجريين قسرا”.