لكل السوريين

رغم ارتفاع التكاليف.. البندورة البلاستيكية تسجل نجاحا في طرطوس.. فلاحون يروون مرحلة الزراعة!

طرطوس/ ا ـ ن 

الزراعات المحمية لمختلف أنواع الخضروات منتشرة على قسم كبير من أراضي سواحل بانياس وحريصون وسواحل مدينة جبلة والمواليح وبعض سواحل طرطوس في يحمور والرادار، وأهم هذه الزراعات للخضروات هي: زراعة البندورة، وتمتع البندورة الساحلية بمواصفات ممتازة وهي مطلوبة في الأسواق السورية وللتصدير إلى الأسواق الخارجية، بالرغم من اسعارها المرتفعة أحيانا.

السيد صبحي أبو عاصم، وهو مزارع قديم لديه عدة بيوت بلاستيكية في منطقة الخراب ببانياس، فقال لنا: “إن عملية إنتاج البندورة الساحلية، تبتدئ بمراحل مسبقة, ففي البداية يتم حراثة الأرض وتجهيزها وإضافة الأسمدة العضوية والأسمدة البطيئة المختلفة، ثم نقوم بعملية تعقيم التربة من الأمراض الفطرية و”النيماتودا””.

ويتابع “تستغرق هذه المرحلة مدة تتراوح بين شهر أو شهرين، ثم نقوم بمرحلة تغطية البيوت بنوع خاص من البلاستيك خاص بعملية التعقيم، والتعقيم يمكن أن يكون فيزيائيا (حرارة الشمس) وكيميائيا (ريزان)، حيث تبلغ تكلفة كل 400 متر مربع حوالي 650 ألف ليرة بحسب الأسعار الرائجة هذه الفترة”.

ويكمل “بعد ذلك تأتي مرحلة تركيب النايلون ومد شبكة الري بالتنقيط، بعد أن تتم إزالة ما تم استعماله في مرحلة التعقيم، وبعدها يتم تحضير الخطوط التي ستتم الزراعة ضمنها، وإحكام الإغلاق بناموسيات خاصة بالزراعات المحمية، حيث تبلغ تكلفة هذه العملية بحسب تسعيرة اليوم ما بين 800 الف ليرة الى مليون ليرة, للبيت الواحد”.

ويردف “هكذا تصبح الأرض جاهزة لزراعة الشتول أو البذار، حيث تبلغ تكلفة الشتول لكل بيت ما بين 500 الى 600 ألف ليرة، في حين يحتاج كل بيت محمي إلى 1000 شتلة كحد أدنى أيضا”.

ثم أخبرنا المهندس الزراعي سميح أبو محمود ولديه عدة بيوت بلاستكية، وقال لنا: “من أبرز الصعوبات عدم تناسب التكلفة المرتفعة لكل بيت بلاستيكي للزراعات المحمية مع السعر الذي يباع به المنتج، كذلك انقطاع التيار الكهربائي خاصة في فترة الشتاء وأثناء موجات الصقيع حيث يضطر المزارع إلى شراء الوقود وبعض المعدات”.

ويضيف “كذلك شراء الصناديق والأدوات اللازمة لتعبئة المحاصيل والتي تبلغ ما بين 12-17% من تكلفة الإنتاج، وغيرها من الصعوبات الأخرى التي تؤدي دائما إلى زيادة التكلفة وما يرافقها من أعباء مادية يدفعها المزارع دون تعويض”.

وأشار المهندس الزراعي مدحت وهو لديه عدة بيوت بلاستيكية, إلى أن التربة المتوسطة القوام والخفيفة جيدة الصرف والغنية بالمواد العضوية، هي الأكثر مناسبة لزراعة البندورة الساحلية المحمية، ويبين أن الزراعة المحمية تقسم إلى موسمين، موسم شتوي طويل يمتد من شهر كانون الثاني حتى شهر آب، تزرع فيه الأصناف الشتوية منها “بستونا” الذي يتميز بتحمله للحرارة المنخفضة”.

ويردف “لكن المزارعين غالبا ما يزرعون ضمن هذه المدة موسمين قصيرين لتجنب أضرار الصقيع وما ينجم عنها من خسائر وتكلفة مادية إضافية، بالإضافة إلى موسم ثان يبدأ من نهاية الموسم الأول، تزرع فيه أصناف أخرى أبرزها “المندلون”، وتعد مناطق السهل الساحلي بالأخص “حريصون والخراب ويحمور والمواليح “، من أكثر المناطق شهرة في زراعة وإنتاج البندورة الساحلية بمختلف أنواعها وأصنافها المفضلة للسوق الداخلية وللتصدير بسبب لون حبة البندورة وقساوتها وشكلها”.

وتساهم خبرة المزارع ونوعية المياه المستخدمة بالري في جودة المنتج، كذلك المناخ المناسب يسهم في الجودة من جانب، وخفض تكلفة الإنتاج من جانب آخر، لكن في المقابل يمكن لموجة صقيع واحدة تستمر من 3 إلى 5 أيام أن تؤدي إلى زيادة الأعباء المادية على المزارع أثناء محاولته الحد من تأثيرات تلك الموجة على محصوله.