لكل السوريين

من أبي هريرة الطاجيكي إلى أبي حذيفة الأوزبكي.. سوريات زوجن قسرا لإرهابيين

السوري/ إدلب ـ “زوجتني أمي من ’’مهاجر’’ أجنبي ومقاتل في صفوف الهيئة، دون سابق معرفة عن طريق سمسار يعمل بمهنة التزويج للأجانب، الآن أنا أرملة، دمر مستقبلي”، بهذه الكلمات افتتحت رغد ذات الـ 21 عاما حديثها لمراسلنا عن معاناتها مع زوجها الطاجيكي الذي يكبرها بـ 13 عاما.

تشهد محافظة إدلب شمال غرب سوريا، إقدام بعض العائلات على إجبار بناتها للزواج بإرهابيين أجانب يقاتلون في صفوف تنظيم حراس الدين وهيئة تحرير الشام الإرهابيين، واللذان يسيطران على مناطق شاسعة في الزاوية الشمالية الغربية من سوريا، والذين يتلقون الدعم من المحتل التركي.

هذه الحالة لم تكن من العادات الأصيلة التي كان يتمتع بها المجتمع السوري، حيث أنها أصبحت وليدة حرب دامت عقد من الزمان، كانت فيها المرأة هي الضحية الأولى والكبرى من جراء الاقتتال وتوازع السيطرة على الجغرافية السورية.

رغد التي أكرهت على الزواج من أبو هريرة الطاجيكي، ما كانت تتوقع أن يؤول بها الحال إلى ما هي عليه، فأخاها الذي أجبرها على الزواج من أبو هريرة قتل بقصف لطائرة روسية مسيرة في المعارك التي دارت بداية العام الحالي في جنوب شرق إدلب.

انتهى المطاف برغد في مخيم الأرامل شمال إدلب، فلا معيل لها، وتتعرض للابتزاز الجنسي بحسب ما روت لمراسلنا الذي طلبت منه عدم الكشف عن اسمها لكي لا تتعرض للملاحقة من قبل إرهابيو الهيئة الذين يتربصون بمن يحاول الإساءة ’’للمجاهدين’’ الأيغور.

أماني، صاحبة الـ 24 عاما، اسمها ليس أماني، بل استخدمته لتحمي نفسها وطفلها الأوزبكي من الهيئة، مواطنة من ريف إدلب الجنوبي، أجبرتها أمها على القبول بطلب زواج تقدم به مقاتل أوزبكي يقاتل في صفوف تنظيم حراس الدين الإرهابي، عن طريق سمسار يمتهن مهنة الدلالة على النساء صاحبات الحال المادي المتدني.

تقول أماني “لا أعرف من أي بلد هو، سوى أنه مقاتل، وضعنا المادي صعب للغاية، والدي استشهد بقصف على سراقب قبل 3 سنوات، تقدم أبو حذيفة لطلب الزواج مني عبر سمسار خاص، عرض مبلغا خياليا بنظر أمي، ألف دولار مقدم وألف دولار مؤخر، أمي دفعتني للزواج، قلت لها لن أتزوج منه، قالت ساخرة لن يأتيك دكتور أو مهندس، إن لم تتزوجيه هو فسيأتي إليك مقاتل آخر لكنه ربما يكون سوري، والسوري لا يدفع مثل ما يدفع المهاجر”.

تضيف أماني “كان يحمل الجنسية الأوزبكية، وكنت بالكاد أفهم عليه، كان يغيب عن المنزل كثيرا، استمر زواجنا سنة وشهرين، كنت حبلى منه، وهو منذ ثلاثة أشهر لم يعد إلى المنزل الذي سلمه له التنظيم الذي يقاتل ضمن صفوفه، ذهبت للسؤال عنه، فأخبروني بأنه قد ’’استشهد’’، فؤجئت بهذا الخبر، هل أفرح بداخلي لأنني ما طقته أبدا، أم أحزن على طفلي الذي لا ذنب له سوى أنه ضحية هذا الزواج”.

رائدة، شابة في الواحدة والعشرين من عمرها، زوّجها أخاها من مقاتل شيشاني، كان صديقا له، لم يختلف حالها عن حال سابقتيها، تقول “تزوجت في عمر الـ 16 عشر، لم أكن أعرف ماذا يعني الزواج من أجنبي، أنجبت منه طفلتين، وقد مضى على زواجي منه 5 سنوات، بعدها تزوج بأخرى من نفس بلده”.

تضيف “كان متشددا جدا، كان يمنعني من الذهاب لأهلي، يرفض خروجي من المنزل، كان يجبرني على الذهاب للمعهد الشرعي، وبعدها فقدت أخباره، والآن أنا أعيش في مخيم الأرامل”.

وبحسب مراسلنا، فإن تعداد النساء اللائي أجبرن على الزواج من إرهابيين وصل لـ 3000 حالة، أنجبن ما يقارب الـ 175 طفلا وطفلة، وأغلبهن قد أصبحن أرامل وهن يقطن في مخيم الأرامل شمال إدلب.