لكل السوريين

الفتوة للمرة الخامسة بطلاً لكأس الجمهورية بكرة القدم

مرة أخرى يؤكد نادي الفتوة أن موسم الانتصارات والانجازات مستمر ولن يتوقف عند حد معين، فقد أضاف إلى سجله الحافل بالإنجازات والانتصارات في ميدان كرة القدم السورية انجازاً آخر، وهو تكرار الحصول للمرة الخامسة على بطولة كأس الجمهورية بعد فوزه على نادي الوحدة بالمباراة النهائية بالضربات الترجيحية، في المباراة التي جمعت بينهما في ملعب تشرين بحضور جمهور كبير تابع المباراة بكل حماس.

ومتابعة لمجريات المباراة، نجد أنها لم ترتق للمستوى المطلوب نتيجة للتوتر الذي سادها بعض الوقت، لكن حرص الفتوة كان واضحاً على تحقيق الفوز، فكثف هجماته من جميع الأطراف محاولا حسم النتيجة مبكرا، لكن دفاع الوحدة كان حاضراً ووقف بالمرصاد لكل محاولات تسجيل الفتوة واعتمد على أسلوب شن هجمات مباغته وسط ضغط هجوم الفتوة الذي سنحت له فرصة وحيدة لم ينجح باستثمارها بالشكل الصحيح، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي.

وفي الشوط الثاني استمر نفس السيناريو، وتابع الفريقان الأداء بنفس الأسلوب، فتكرر مسلسل إضاعة الفرص بالنسبة لفريق الفتوة نتيجة تألق حارس الوحدة الذي تصدى لأكثر من كرة خطرة، إضافة إلى صمود دفاعه بإفشال محاولات نادي الفتوة التسجيل، ومن هجمة مرتدة كاد فريق الوحدة أن يفتتح التسجيل من فرصة داخل منطقة الجزاء لكن حارس الفتوة طه موسى أبطل المحاولة في الوقت المناسب.

وفي الدقائق الأخيرة من المباراة نشط هجوم الوحدة وامتد أكثر من مرة لمنطقة جزاء الفتوة، وكاد أن يحسم النتيجة وينهي المباراة لصالح فريقه لكن الحارس تدخل أيضا وأنقذ الموقف، ومع مرور الوقت استمر الوضع على حاله ولم ينجح أي من الفريقين هز الشباك لتعلن صافرة الحكم فراس الطويل التعادل السلبي واللجوء لشوطين إضافيين حاول خلالها الفريقان التسجيل وخاصة الوحدة، الذي نشط واستغل هبوط أداء الفتوة ليشن عدة هجمات لكنها افتقدت للتركيز والنهاية الصحيحة، لتبقى الشباك صامته وليحتكم الفريقان إلى ركلات الترجيح لحسم نتيجة المباراة  فابتسمت ركلات الحظ لفريق الفتوة الذي سجل خمس ركلات مقابل أربعة.

حيث سجل للفتوة: كرم عمران وعدي جفال ويوسف الحموي وعبد الرزاق محمد ومحمود البحر وأضاع زيد غرير. وسجل للوحدة: يوسف محمد وبرهان صهيوني وفراس كريم ومحمد عثمان وأضاع لؤي الشريف وأنس بوطة.

لكن المؤسف في المباراة وما رافقها، فبعد إعلان الحكم فوز الفتوة دخل عدد كببر من جمهوره إلى أرض الملعب للاحتفال بفوز فريقه لتحدث اشتباكات مع جماهير الوحدة تمت تفرقتها بتدخل عناصر حفظ النظام مع إخراج جمهور الوحدة بشكل فوري إلى خارج الملعب.

كذلك حدثت فوضى عارمة رافقت عملية التتويج والتي جعلت منظر المنصة مكتظاً بعدد كبير من غير المعنيين بالأمر لا من قريب ولا من بعيد، لتنتهي المراسم بسرعة ويسدل الستار على موسم كروي أثبت فيه نادي الفتوة علو كعبه محققاً أرقاماً مثالية ستبقى خالدة في ذاكرة جماهيره وقتاً طويلاً.

وبتتويجه هذا استطاع أزرق الدير جمع المجد من طرفيه، بفوزه في بطولتي الدوري والكأس معاً، كما حدث في موسمي (1990– 1991) وهذا يحدث معه للمرة الثالثة في تاريخه، وللعام الثاني على التوالي.

وكان الطريق لنهائي الكأس تم عبر فوز الفتوة على المخرم في دور الـ(32) بثلاثية نظيفة، وفي دور الـ(16) فاز على الشرطة بثلاثية نظيفة أيضاً، وفي ربع النهائي فاز على الطليعة بهدفين نظيفين، وفي نصف النهائي فاز على تشرين بأربعة أهداف لهدف ذهاباً، وخسر إياباً بهدف لهدفين.

وعودة لحصول نادي الفتوة على كاس الجمهورية أربع مرات نذكر أن أول فوز كان عام 1988 على تشرين بهدف وحيد، وفي عام 1989 الفوز على الاتحاد ب بهدفين نظيفين، وفي عام 1990 على الكرامة بهدف وحيد، وفي عام 1991 الفوز على اليقظة بهدف وحيد.

أرقام واحصائيات من كأس الجمهورية

يعتبر فريق أهلي حلب أكثر الفرق فوزاً بالبطولة التي انطلقت لأول مرة عام 1961، إذ فاز بها عشر مرات، ويأتي ثانياً الجيش بتسعة ألقاب، ثم الكرامة والوحدة بثمانية ألقاب لكل فريق، ثم الفتوة بخمسة ألقاب، والشرطة أربعة، وحقق المجد وجبلة لقبين، ولقب واحد لكل من اليرموك وهيئة رميلان وعمال المغازل والحرية وحطين والوثبة وتشرين.

الأهلي أكثر من لعب النهائي بتسع عشرة مرة، الفتوة خسر خمس مباريات نهائية قبل تتويجه الأول، وهذا ما حدث أيضاً مع تشرين.

الفتوة والكرامة حققا اللقب أربع مرات متتالية مع المدرب ذاته، أنور عبد القادر مع الفتوة، ومحمد قويض مع الكرامة.

لاعب الكرامة حسان عباس الأكثر تحقيقاً للقب بست مرات، لاعب الفتوة عدنان الجاسم لعب سبع مباريات نهائية كرقم قياسي.

تبقى كلمة أخيره لابد من ذكرها أن انجازات الفتوة خلال السنوات الأخيرة لم تأت من فراغ، بل كانت نتيجة توفر عدة عوامل أهمها كان الاستقرار الإداري بقيادة رئيس النادي مدلول العزيز، الذي نجح بتامين كل المستلزمات التي يحتاجها الفريق وخاصة المالية ودعم الفريق بعدد من اللاعبين المميزين الذين كان لهم دور فعال في تحقيق الانتصارات والانجازات.