لكل السوريين

سرقات منظمة تطال “الريغارات” بحمص

حمص/ بسام الحمد

خلال العامين الماضيين أدى وجود “ريغارات” بدون أغطية إلى مخاطر كبيرة على الناس خصوصاً في مدينة حمص، حيث تكررت حوادث سقوط أشخاص بينهم أطفال ونساء تعرضوا للإصابة أو الوفاة، وباتت الطرقات غير آمنة للسير في كثير من الضواحي والقرى والبلدات، مع انتشار الريغارات أو فتحات الصرف الصحي بلا أغطية.

وتشهد مدينة حمص سرقة غير متوقفة لأغطية “الريغارات” وكابلات الأعمدة الكهربائية وموتورات مياه “الصنبور” النظامي وغطاسات الآبار، إلا أن المخاطر الأساسية تتركز على الصرف الصحي وجُوَر الطرقات التي لا تقوم البلديات المحلية بصيانتها.

ومع بدء العام الدراسي تخشى كثير من العائلات على أطفالها من الذهاب إلى مدارسهم في العديد من أحياء حمص، نتيجة لغياب أغطية الريغارات، خصوصاً أن بعض تلك الفتحات خطيرة إلى درجة قد تؤدي إلى وفاة الأطفال إن لم يتم إنقاذهم بسرعة.

وتزيد مخاطر الفوهات المتروكة مفتوحة في عتمة الليل، خصوصاً مع طول ساعات التقنين وانقطاع التيار الكهربائي بشكل يصل إلى 20 ساعة أحياناً.

يقول أهالي أن الطريق بات محفوفاً بالمخاطر، مؤكدين أن البلدية ومؤسسات الدولة لا تقوم بإصلاح الريغارات في المدينة. ومنذ سنوات تشهد حمص وريفها بشكل كبير عمليات سرقة لأغطية الصرف الصحي “الريغارات” ليتم بيعها بملايين الليرات، إلا أنها زادت في الآونة الأخيرة بشكل أكبر.

يقول أهالي إن سرقة أغطية الريغارات منتشرة بشكل واسع في كثير من أحياء وضواحي المدينة وفي أطرافها أيضاً، وتوجد عصابات منظمة تسرق أغطية الريغارات وكابلات الأعمدة الكهربائية، إلى جانب سرقة البيوت، وهذه العصابات محمية من نافذين لذلك لا تتوقف عن السرقة.

ويصل وزن القاعدة مع الغطاء إلى ما بين 180 و 220 كيلوغراماً، لذلك لا يمكن سرقتها من دون سيارات قوية الأمر الذي يصدر جلبة خصوصاً بالليل، ما يؤكد أن هذه العصابات محمية.

وهذه الأغطية مصنوعة من حديد الفونت، وهذا الحديد يصل سعر الكيلو منه إلى ما بين 6 و 7 آلاف ليرة على أقل تقدير، حيث أن لصوص أغطية الريغارات يبيعون الحديد لتجار ضعاف النفوس بأسعار أقل تصل إلى نصف مليون للطن أحياناً، في حين أن كلفته على المحافظة قد تصل إلى ما بين 800 ألف و 1.2 مليون ليرة خصوصاً بعد ارتفاع أسعار المحروقات.

يقول تجار حديد إن هذه العصابات تسرق هذا الحديد من دون رأس مال تقريباً، ويتم تقاسم الأرباح بعد البيع بين الحرامية وداعميهم. إذ أن وجود أي حديد رخيص في السوق يؤثر على عمل التجار باعتبار سيباع بسعر أقل لأي مشروع يحتاج إلى حديد فونت.

وحديد الفونت، حديد يعاد تدويره من الخردة والفونت ويستخدم بشكل أساسي في أغطية فتحات الصرف الصحي وفتحات تصريف مياه الأمطار.

ولا تقتصر سرقة أغطية الريغارات على مخاطر السقوط فيها، إنما لها تداعيات بيئية وتساهم في انتشار الأمراض أيضاً. وقد تسبب فتحات الصرف الصحي بانتشار الأمراض والأوبئة، حيث يمكن أن تنتشر البكتيريا والفيروسات من مياه الصرف إلى البيئة المحيطة.

وقد تحدث تلوثاً بيئياً في التربة والمياه الجوفية مما يؤثر على البيئة والصحة العامة إن بقيت مفتوحة وهطلت الأمطار واختلطت مع مياه الشرب أو الري.