لكل السوريين

أسطوانات غاز معطلة.. خطر يواجه الأهالي بحماة

حماة/ جمانة الخالد

تواجه عائلات بحماة صعوبات جمّة في تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والدواء والوقود والكهرباء، ومن بين هذه الاحتياجات، تبرز أسطوانة الغاز المنزلي التي تُعتبر مصدرا رئيسيا للطّهي والتدفئة في الشتاء، لكن هذه الأسطوانة أصبحت سلعة نادرة ومكلفة، لكن أن تصبح خطيرة على حياة الأهالي ذلك ما دفع جهات محلية لدق ناقوس الخطر.

تزامنا مع أزمة المحروقات المتفاقمة، ظهرت مشكلة جديدة في أسطوانات الغاز الموزعة على الأهالي، تتعلق بوجود أعطال تقنية في الأسطوانات قد تهدد سلامة العائلات عند تركيب الأسطوانة داخل المنازل.

هذا الأمر سبب قلقاً واسعا لدى الأهالي، لا سيما فيما إذا أرادوا الحصول على أسطوانة جديدة، فيما لجأ البعض إلى أخذ الأسطوانة عند مختصين للتأكد من تطبيق قواعد السلامة قبل إدخالها لمنزله، وذلك لما قد تشكّله من خطرا على أفراد عائلته.

شكاوى عديدة من أهالي حماة حول توزيع أسطوانات غاز، يوجد بها أعطال في صمامات الأمان، حيث يتم اكتشافها بعد أن يتم استلامها من المعتمدينَ، فقد تفاجأ عدد من السوريين من تسريب الغاز من الأسطوانة رغم إغلاق صمام الأمان.

يلجأ الأهالي بحماة لفحص الأسطوانة بعد استلامها نتيجة مخاوفهم من انفجارها خاصة عد تكرار حوادث انفجار أسطوانة الغاز، الكثير من الأعطال تواجه الأهالي نتيجة قدم الأسطوانات، وانتشار لاسطوانات غير صالحة للاستخدام بعضها استخدم في عمليات حربية.

يحمل الأهالي مسؤولية انتشار الأسطوانات غير الصالحة للاستخدام لمعتمدي الغاز، والتجّار وعدم صيانة الأعطال فيها خاصة صمام الأمان.

أسطوانة الغاز المنزلي في حماة تمثّل جزءا أساسيا من حياة المواطنين، إذ تُستخدم لتوفير الطاقة اللازمة للطهي والتدفئة في المنازل، لكن مع تغيرات في الأسعار والسياسات الحكومية، أصبحت هذه الأسطوانة حاجة تحمل تكلفة باهظة للعديد من الأُسر الفقيرة.

منذ بداية العام الحالي، شهدت سوريا عدة زيادات في سعر أسطوانة الغاز المنزلي، وهو ما أثّر بشكل كبير على ميزانيات الأُسر وجودة معيشتهم، فتكلفة أسطوانة الغاز الباهظة تعني أن العديد من الأُسر يجدون أنفسهم في مأزق مالي، حيث يضطرون إلى تقليل استخدام الغاز أو البحث عن بدائل أخرى للطهي والتدفئة، وهذا يجعل الحياة أصعب بالنسبة لهم، خصوصا في فصل الشتاء البارد.

بموازاة المحروقات التي ارتفعت أسعارها هذا العام لما يقارب من نسبة 100 بالمئة، كانت وزارة “التجارة الداخلية وحماية المستهلك”، قد أصدرت نهاية شهر أيلول/سبتمبر الماضي، قرارا برفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي بالسعر الحر من داخل وخارج البطاقة “البطاقة الذكية” إلى 75 ألف ليرة سورية، كما رفعت سعر أسطوانة الغاز الصناعية من داخل وخارج البطاقة إلى 150 ألف ليرة.

هذا القرار هو الثالث على التوالي خلال عام 2023، حيث حدّدت لجنة الأسعار، سعر أسطوانة الغاز المنزلي الموزع عبر “البطاقة الذكية” لوزن عشرة كيلوغرامات بـ 16 ألف و500 ليرة سورية للمستهلك، بدلا من 11 ألف و500 ليرة، كانت قد حددتها في 13 من آذار/مارس الماضي.

إنتاج الغاز الطبيعي في سوريا لا يزيد سنويا، بحسب بيانات وزارة النفط والثروة المعدنية، على 4.5 مليار متر مكعب، بمعدل إنتاج يومي بلغ 12.5 مليون متر مكعب، منها 12 مليون متر مكعب يوميا من الغاز النظيف، وهو ما تسبب بزيادة معاناة السوريين بالحصول على الغاز المنزلي، بعد اعتماد تسليمه عبر “البطاقة الذكية”.

خلال السنوات القليلة الماضية عمدت الحكومة السورية إلى رفع أسعار المحروقات من حين لآخر، بحجة الأسعار العالمية للمادة، بينما لم ترفع بالتوازي قيمة الرواتب، الأمر الذي شكّل فجوة واسعة بين مستوى الأجور والواقع المعيشي الذي أثقل كاهل المواطنين في سوريا