لكل السوريين

الصحافيات الأكثر عرضة لها.. تحديات مجتمعية تواجه عمل الفتيات في حماة

حماة/ جمانة الخالد

لا يمكن اختصار التحديات المجتمعية التي تواجهها المرأة العاملة بسطور قليلة، وللصحفيات النصيب الأكبر من التحديات التي تواجه النساء العاملات، وتواجه الفتيات العاملات في مجال الصحافة الكثير من التحديات والقيود المفروضة عليهن.

ونتيجة القيود المفروضة عليهن تعمل غالبية الفتيات في المجال المكتوب، بينما لا تعمل في المجال المرئي سوى قلة من الفتيات خاصة في مدينة حماة السورية والتي تحكمها بعض العادات والتقاليد، بينما في حمص هناك نوعاً من الانفتاح، والذي يختلف بحسب الطبقة الاجتماعية والانتماء الاثني.

عدا عن القيود المفروضة من المجتمع والذي رسخته العادات، باتت الفتيات يتخلين عن طموحاتهن، وخاصة أثناء الخطوبة أو الزواج إذ أن الكثير منهن يُفرض عليهن التخلي عن العمل في الصحافة، كما أن للمجتمع دور برفض أي عمل للمرأة بغض النظر عن طبيعته.

وبعد الزواج تُفرض على الفتيات قيوداً مشددة أولها تبدأ في التخلص من العلاقات القديمة بغض النظر عن طبيعتها زمالة صداقة، لذا أغلب الفتيات اليوم يغيرن أرقامهن وجوالاتهن بعد الزواج.

القيود لا تقتصر على الزواج كما أن للأسرة دوراً في سحق كيان المرأة ورفض الكثير من السر عمل الفتيات خاصة من قبل الذكور.

رغم أن للحرب السورية دوراً جيد في كسر الصورة النمطية للمجتمع، وإفساح المجال أمام المرأة إلا أنها عجزت في كثير من الأحيان عن اجتياز أو التوغل في تمييع العادات والتقاليد التي تقضي بحق المرأة في العمل.

ومع ذلك، لا تحظى النساء العاملات في الصحافة والإعلام بتشجيع المجتمع، وما تزال هناك أصوات -ليست بالقليلة- تعبّر عن استيائها من انخراط المرأة في قطاع الإعلام، لتصل في بعض الأحيان إلى “وصمة اجتماعية” تلاحق الصحفيات وتقلل فرصهنّ من الزواج، أو يُجبرن على مواصلة عملهن وفق شروط معينة.

تتفاوت النظرة المجتمعية للصحفيات بين منطقة وأخرى، وقد تكون أكثر سلبية في القرى والبلدات الصغيرة.

ويتباين تأثير “العادات والتقاليد” على الصحفيات وفقاً لمستوى الرجال التعليمي وثقافتهم، فكلما زاد مستوى المجتمع ثقافياً وعلمياً، كان تقبله لعمل المرأة، لا سيما في الإعلام، أفضل.

وينعكس عدم تقبل الرجال لعمل الصحفيات على تأجيج مشاعر “الغيرة” في نفوسهم، وزعزعة ثقتهم بزوجاتهم أو بناتهم أو أخواتهم الصحفيات العاملات.