لكل السوريين

نقابة أطباء السويداء.. تشيد بالانتصار على “المؤامرة الكونية”!

السويداء/ لطفي توفيق

تحت شعار “أطباء السويداء مستمرون بالعطاء”، عقدت نقابة الأطباء بالمحافظة مؤتمرها السنوي بحضور أمين فرع حزب البعث والمحافظ، وتصدرت أعمال المؤتمر عناوين الانتصار على “المؤامرة الكونية” على سوريا، بيمنا احتلت مناقشة واقع الأطباء المرير والمشاكل التي يعانون منها، ذيل قائمة اهتمامات المؤتمر.

وفي وقت تستمر فيه هجرة الأطباء التي أوصلت المنظومة الصحيّة إلى حالة كارثية، ومازالت تهدد القطاع الصحي بخطر الانهيار بالمحافظة، يغفل المؤتمر الاهتمام المطلوب بمعاناة الأطباء من إهمال مطالبهم بدخل يتناسب مع خبراتهم ويحميهم من العوز المعيشي، ومن اعتداءات الخارجين عن القانون عليهم، والحد من عمليات الفساد التي استشرت في معظم المشافي، مما يدفعهم إلى البحث عن حياة آمنة ومريحة خارج البلاد.

وتزايدت أعداد الأطباء المهاجرين من السويداء للعمل بمختلف البلدان، وخاصة في الصومال والعراق ودول الخليج وليبيا، حيث أكدت الإحصائيات أن عدد الذين غادروا البلاد تجاوز نسبة الثمانين بالمئة من الاختصاصيين في مجال التخدير والجراحة وغيرها من التخصصات الطبية الأخرى.

عمل شاق ورواتب زهيدة

عقّب طبيب مقيم في المشفى الوطني بالسويداء، على مؤتمر النقابة السنوي بقوله “صدعوا رؤوسنا بالخطابات السياسية وتجاهلوا معاناتنا من ضغط كبير في العمل، والمناوبات التي تصل إلى خمسة أيام في الأسبوع”.

وأشار إلى أن طبيعة عمل الأطباء تحرمهم من مزاولة أي عمل إضافي، وأكد أن راتبه الشهري لا يتجاوز مئتي ألف ليرة لا تكفي لأجرة الطريق إلى العمل ومنه.

ونوّه إلى أن الطبيب السوري ملزم بدراسة عشر سنوات، ثم تأتي الخدمة العسكرية التي لا يعلم متى تنتهي، وقد تمتد لسنوات كفيلة بإنهاء حياته العملية، فضلاً عن رواتبها الزهيدة.

وأضاف أن الأطباء ناشدوا الحكومة لإصدار قرارات تساعدهم بالبقاء في البلاد، وتحد من هجرتهم إلى الخارج، إلّا أن القرارات التي صدرت عنها “زادت الطين بلّةً”، حسب تعبيره.

هاجس الهجرة

في لقاء مع عدّة طلاب من كلية الطب البشري بسنواتها المختلفة، أكد معظمهم تصميمه على الهجرة بعد تخرجهم.

وقالت طالبة في السنة الخامسة بكلية الطب البشري إن مستقبلها خارج سوريا، وبدأت مع زملائها بالتحضير للسفر فور التخرج.

وأشارت إلى أن العديد من زملائها سافروا فور تخرجهم، وتوزعوا في العديد من البلدان، وكان الأوفر حظاً منهم من استطاع الوصول إلى أوروبا أو كندا.

وكانت صحيفة الوطن شبه الرسمية، قد نوّهت في تقرير سابق لها إلى أنه يتم تخريج أكثر من ألف طبيب وطبيبة في جامعة دمشق، يسافر منهم ما بين ثلاثين وأربعين بالمئة إلى خارج البلاد.

واعتبر نقيب أطباء سورية أن هجرة الأطباء واقع يفرض نفسه بسبب الوضع المعيشي، وصعوبة رفع الأجور إلى الحد المطلوب حالياً ليتماشى مع الواقع الاقتصادي.