لكل السوريين

اشتباك مفاجئ بين إسرائيل ومصر.. واتهامات متبادلة بين الطرفين

في حادث نادر، وقع تبادل إطلاق نار على الحدود المصرية بين الجيش الإسرائيلي وعناصر التأمين العسكرية المصرية المنتشرة على الحدود مع رفح، وتضاربت الأنباء حول أسباب هذا الحادث ونتائجه، حيث قال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي إن مصريين اثنين قتلا في تبادل لإطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي عند معبر رفح الحدودي، في حين ذكرت صحيفة معاريف الإسرائيلية “مقتل جندي مصري واحد خلال الاشتباكات التي حدثت بين الجيشين المصري والإسرائيلي على معبر رفح”.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن “جنود الجيش الإسرائيلي اشتبكوا في تبادل لإطلاق النار مع جنود مصريين بعد أن فتح الجنود المصريون النار على قوات الجيش الإسرائيلي، وتم إجراء اتصالات مع المصريين لوقف إطلاق النار”.

وفي حالة من عدم اليقين بخصوص سقوط قتلى من الجانبين، أكدت القناة السابعة الإسرائيلية سقوط قتلى مصريين، وعدم وقوع أي إصابات في صفوف القوات الإسرائيلية خلال الاشتباك.

ويرى مراقبون أنه ستتم معالجة هذا الحادث بروية وهدوء دون أية تداعيات خطيرة، وسيتم تجاوزه على الأرجح، من خلال الاتصالات والتنسيق بين البلدين، حيث تشير تصريحات وردود الفعل الأولية المصرية، إلى أن ما تقوم به السلطات يهدف إلى امتصاص غضب الشارع في مصر.

اتهامات متبادلة

تبادل الطرفان تحميل المسؤولية عن الحادث، وقال المتحدث العسكري المصري إن “القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقاً بواسطة الجهات المختصة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح مما أدى إلى استشهاد أحد العناصر المكلفة بالتأمين”.

وحذّرت القاهرة من تداعيات العملية العسكرية الإسرائيلية على الحدود المصرية مع غزة، وحمّلت الجيش الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن ذلك، وحثّت المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته وإدراك خطورة تفجر الأوضاع في محور فيلادلفيا الذي يعتبر المسار الرئيسي لتدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

في حين أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عن وقوع الحادث على الحدود المصرية، واتهم الجانب المصري بإطلاق النار على جنوده مما استوجب الرد بإطلاق النار، وذكر أنه يجري التحقيق في هذا الحادث، والتواصل مع الجانب المصري بشأنه.

وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن قوات الأمن المصرية “أطلقت النار على شاحنة إسرائيلية عند معبر رفح”، وأشارت إلى أن “جنود الجيش الإسرائيلي ردّوا على ذلك بإطلاق النار”.

في حين اتهمت مصادر سياسية إسرائيلية حكومة نتنياهو بإطلاق النار أولاً، حسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، واعتبرت المصادر أن ما حدث “يعد انتهاكاً لاتفاق السلام مع مصر”.

رسائل وتحذيرات

علّق الخبير العسكري المصري محمد عبد الواحد على المناورات التي أجراها الجيش الثاني المصري بالذخيرة الحية قبل أيام.

وقال “رغم أن المناورة العسكرية تمت ضمن الجدول الزمني التدريبي لهذا العام، لكن توقيتها جاء في وقت دقيق وبالغ الأهمية والحساسية”.

وحسب الخبير، حملت هذه المناورة عدة رسائل منها أن الجيش المصري في تمام الجاهزية والاستعداد لمواجهة أي اعتداءات خارجية، وردع من تسول له نفسه المساس بأمن مصر، وأن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي انتهاك لأمنها واعتبرها رسالة ردع سياسية وعسكرية تفيد بأن أي مواجهة عسكرية بين الجيش المصري وإسرائيل لن تكون محمودة العواقب.

وربط مراقبون بين تعليق الخبير العسكري المصري على المناورات وتلميحه إلى رسائل الردع العسكرية، وبين التداعيات المحتملة للاشتباك الذي وقع بين الجيش الإسرائيلي والمصري.

وكانت الدولة العبرية قد سيطرت على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر في الشهر الماضي، وكثفت هجومها العسكري في المنطقة، مما أثار انتقادات القاهرة التي تشعر بالقلق من احتمال نزوح الفلسطينيين من جنوب غزة إلى سيناء بسبب الهجوم، وتتهم إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.