لكل السوريين

هاني أبو الهدى.. من الفرات السوري إلى الوصل الإماراتي نجم منتخب اليد في حوار مع السوري: “كرة اليد السورية اندثرت، وتجربتي الخليجية كانت فريدة”

حاوره/ عبد الكريم البليخ

الحديث عن خبراتنا الرياضية الوطنية المهاجرة إلى الدول الشقيقة، يظل حديث ذو شجون. هذه الخبرات التي بتنا نفتقدها في أحلك الأوقات، لا زال لها وقعها في النفس، ولا يمكن بحال نسيانها أو تناسيها.

هاني أبو الهدى، واحد من الطيور المهاجرة، لاعباً في نادي الفرات سابقاً، ومدرباً لفريق كرة اليد فيه، ويعملُ حالياً مدرباً لنادي الوصل الرياضي في دولة الإمارات العربيّة المتحدة.

تمكّن المدرب هاني أبو الهدى من تكوين مجموعة كبيرة من النجوم الذي لا ينسون له جميله الذي منحهم إياه، من خلال التمرين والتوجيه والإرشاد الحسن الذين خرجوا ـــ بالتالي ـــ لاعبون يستحقون لقب هذه التسمية، بكل ما تعنيه من معنى.. وأعطى لمدينة الرقّة العديد من النتائج الجيدة في هذه اللعبة، ولا تحتاج إلى أدلّة، والكل في الرقّة لا ينكرون جميله.

صحيفة السوري أجرت حوارا مع النجم الموهوب هاني أبو الهدى، وجاء نص الحوار كما يلي:

ـ كيف كانت بداياتك الرياضية؟

 

لعب في صفوف نادي الفرات منذ العام 1967، وتدّرج بفرق النادي من الأشبال وحتى الرجال. وفي العام 1970 لعب دولياً، ولأوّل مرّة، في صفوف منتخب سورية بكرة اليد، حتى العام 1979، وحقّق مع زملائه المركز الأوّل في بطولة الدورة العربية الخامسة التي احتضنتها دمشق عام 1976، وأثناء ذلك، كان يشرف على تدريب فرق النادي لفئتي الناشئين والصغار.. وبعد أن ترك اللعب في العام 1979، أشرف على تدريب فريق الرجال، واتبع العديد من الدورات التدريبية، ومثالها: في البحرين، ألمانيا الغربية، ايطاليا، ناهيك بدورات الاتحاد العربي، ودورة التضامن الأولمبي في الشارقة عام 1980. كما اختير كمدرب لمنتخب سورية للناشئين، وفي نفس العام عُين عضواً في لجنة المدربين العليا في الاتحاد السوري للعبة.

وفي العام 1981 أشرف أيضاً على تدريب فريق رجال القطر، الفريق الأول، بمساعدة مدرب ألماني. وفي العام نفسه سافر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وتعاقد مع نادي دبا الحصن، وأسس فريقاً لكرة اليد هناك من الصفر.

أشرف المدرب هاني أبو الهدى على تدريب فرق نادي الفرات من الصغار، وحتى الرجال.. بالإضافة إلى جميع لاعبي النادي الذين سبق أن أشرف على تدريبهم، وجلبهم للانضمام للنادي، وقد وصل البعض منهم إلى القمّة.

كما أشرف على تدريب منتخب المدارس ومنتخبات المحافظات، لجميع الفئات، بالإضافة إلى تدريب فريق نادي الشباب والعمّال، وتدريب منتخب سوريا للناشئين، والفريق الأول.

ـ إنَّ واقع لعبة كرة اليد في دولة الإمارات العربيّة المتحدة تتطور بشكلٍ كبير عن السابق، وهذا يعود لعدّة أسباب، ما أهمها؟

الإمكانات المتوافرة للعبة، واستمرارية الدوري العام للدرجات الثلاث، وإقامة المعسكرات المكثّفة التي تتيح للاعبين التألّق، وهذا يزيده، بالتأكيد، الخبرة، ثم المشاركة في جميع البطولات الخليجية والعربية والقارية.

توافر المدرب الكفؤ القادر على العطاء.

ـ لماذا اخترت نادي دبا الحصن بالذات، ولم تنضم لفريق من الفرق العريقة في الإمارات؟

الحقيقة ليست هناك أيّ قصّة، ولكن سافرت لكي أؤمن لقمة العيش التي لم أستطع تأمينها لأسرتي في سوريا بلدي الحبيب، إضافة لذلك، كانت هناك أمنية، والحمد لله تحققت. وقد ارتحت كثيراً عندما علمت بأن نادي “دبا الحصن”، الذي قمت بتدريب لاعبيه، ليس لديه القاعدة الصحيحة للعبة، وعدم تواجد أي مدرب أشرف على تدريب فرقه من قبل، وهذا ينعكس أهميته على اللاعب بالدرجة الأولى، والمدرب بالدرجة الثانية، لأن هذا يساعد، وبقدر كبير على تفهّم اللاعب للمدرب، وأيضاً ليتعلم طريقة خاصة بالتدريب لكي لا تختلف من مدرب لآخر. وبعد فترة من العمل الشاق كوّنت مجموعة كبيرة من اللاعبين، وهي بحاجة إلى مزيدٍ من الوقت.

ـ ما هو رأيك بمستوى كرة اليد الخليجية، وأيهما أفضل على الساحة الرياضية الآن؟

بالتأكيد، كرة اليد الخليجية متطورة جداً على مستوى الوطن العربي، وآسيا. ونجدها في الإمارات العربية، الكويت، والبحرين والسعودية، في تلك الدول توجد كرة صارت تنافس العديد من الأندية العريقة في هذه اللعبة، وكذلك الحال بالنسبة لكرة اليد القطرية، والتي نافست أقوى الدول التي تهتم باللعبة على بطولة كأس العالم بكرة اليد، وحقّقت المركز الثاني، بعد أن سحقت أعتى الفرق، بفوزها في الدور الأول على البرازيل 28 ــــ 23، وعلى تشيلي 27 ـــ 20، وعلى سلوفينيا 31 ـــ 29 ، وعلى بيلارسيا 26 ـــ 22. وفوزها في دور الــــ 16 على النمسا 29 ـــ 27 ، وفي دور الربع النهائي على ألمانيا 26 ـــ 24، وفي دور نصف النهائي بفوزها على بولندا 31 ـــ 29 هدفاً، وخسارتها أمام اسبانيا في الدور الأول بفارق 3 أهداف 28 ـــ 25، وفي المباراة النهائية أما فرنسا بفارق ثلاثة أهداف 25 ـــ 22 هدفاً.

ـ أين تجد الكرة السورية نفسها وموقعها بين الكرات العربية؟

الموقع الحقيقي لكرة اليد السورية يأتي بين الـــ 12 ـــ 15. هذا موقعنا الحقيقي بين أشقائنا العرب، وهذا لا جدال فيه. وقد قسنا مستوى اللعبة في السبعينات، ونجدها أفضل بكثير عمّا عليها اليوم. وإن عدم استمرارية الدوري، وبصورةٍ منتظمة، وعدم وجود دورات تدريبية بشكلٍ دائم، وعدم إرسال مدربين إلى الخارج، وقلّة الدعم، وفقدان القاعدة، كل هذه الأسباب أثّرت، وبشكلٍ كبير على مستوى اللعبة، ما أدى إلى هذا التراجع المخيف.

ـ وهل من تعليق على الدوري السوري؟

ليس هناك دوري في العالم يتوقف ثلاثة أشهر، وفي أثناء توقيفه يقوم اتحاد اللعبة بإجراء نشاط بطولة المحافظات للرجال.. وهذه مشكلة لدينا في سورية. ونجد فريق الشباب يلعب بطريقة التجمّع، وهذا هو الخطأ بعينه. ويجب أن يلعب فريق الشباب بطريقة الدوري ذهاباً وإياباً مثله مثل الرجال والناشئين.

أما بالنسبة للتحكيم الجديد فقد دخل القطر في موسم العام 1983 ـــ 1984 بينما نجده في باقي الدول الأخرى دخل عليها منذ عامين، والتحكيم الجديد وطرقه الحديثة لم يعلم به أحد إلاّ من خلال الدوري، إن كان لاعباً أم مدرباً.

وكان يجب على اتحاد اللعبة أن يستدعي جميع الحكّام الموجودين في القطر قبل أشهر على أقل تقدير من بدء انطلاقة الدوري العام لكرة اليد، لكي يشرحوا لهم مفهوم التحكيم الجديد، أو حتى كان من الممكن أن تقوم اللجنة الرئيسية للحكّام بجولة في المحافظات لشرح التعديل الذي طرأ على قانون اللعبة الجديد.

ـ من هم أفضل لاعبي كرة اليد السوريين الذين عاصرتهم؟

عبّود شعيب، المرحوم صلاح فرواتي، تحسين مصارع، فادي توما، المغفور له بسام رجب، تمّام علواني، عماد عوير، عامر وردة، تمّام السيد أحمد، عبد الستار ديواني، فهد أبو الهدى، نزار الملك.

ـ أكثر الأندية التي تعجب أبو الهدى؟

أهمها أندية الوصل الإماراتي، الزمالك المصري، نفط وهران الجزائري، الفرات السوري، الوحدة البحريني، الترجّي التونسي.

ـ أيّ مدرسة من مدارس الكرة العالمية تشد إعجابك؟

بالتأكيد كرة اليد الغربية، أفضل من الشرقية، لأن الشرقيين يعتمدون على القوّة والجسم.

ـ ما هي أسس التألق اليوم لأي لاعب كرة يد يريد الشهرة، والدخول إلى مجتمع النجوم في نظره؟

الالتزام بالتدريب، وعدم الغرور والتكبّر، وإطاعة المدرب والإدارة، والابتعاد كلية عن المشروبات الصحيّة والسّهر، والتعاون مع زملائه، وهذه أهمّها.