لكل السوريين

ارتبط اسمها بالبداوة.. أصالة نشأة القهوة العربية تحكي قدم العادات العربية

الرقة/ أحمد سلامة 

لطالما ارتبط اسم القهوة العربية وأصالتها بالبداوة، فمن طريقة صناعتها المعتادة إلى طريقة تقديمها، كل تلك الأمور جعلت من القهوة والبداوة اسمان مرتبطان ببعضهما البعض، لتمتد لاحقا ويرتبط اسمها بالقبائل العربية.

ويعتبر البدو الرحل من أوائل المحافظين على العادات العربية القديمة، ويمثل البدوي الأصالة العربية والبداوة كما يحبون تسمية حياتهم، وتتركز على العادات السائدة في القديم لدى العرب، ومن هذه العادات طريقة إعداد القهوة العربية، وطريقة تقديمها للضيف وكيفية صب القهوة في الفنجان، وهي ترتبط بالكرم والجود لدى العربي الأصيل، لما لها من مكان

وتعد من مظاهر الكرم في ضيافة العرب، وهي إحدى المكونات الاجتماعية الأصيلة في حياة البادية، فهي من الممكن أن تعبر عن الكلام من فرح وحزن دون النطق في اللسان، والقهوة العربية هي رفيقة البدو في كل مناسباتهم، وتقدم في الأتراح والأفراح، ولها مكانة تراثية في حياتهم.

صحيفتنا زارت مجلس الشيخ طراد الموسى الفضلي، أحد وجهاء القبائل البدوية في الرقة، وشرح لنا طريقة إعداد القهوة وبعض الأمور المرتبطة بها، فقال “يقوم المقهوي بتحميص القهوة في المحماص بعد أن تكون قد تم غليها على النار لمدة 5 دقائق وتقليبها مع الهيل لتعطيها لون ورائحة وطعم مميز”.

وعن طريقة تصنيعها، يوضح “نضع القهوة في المهباش بعد التحميص، ويتم طحن القهوة فيه بعد أن يضاف إليه بعض المنكهات من هيل وزعفران وغيره، ويقوم المقهوي بدق القهوة لتصبح جاهزة للشرب، ويكون المهباش مصنوع من الخشب وغالبا من خشب البطم، وللمقهوي طريقة معينة بدق القهوة كأنها موسيقى تعزف”.

وطريقة صب القهوة تكون بقيام المضيف بإمساك الدلة في اليد اليسرى والفنجان في يده اليمنى، ويدق الدلة بالفنجان ليصدر صوتا يجعل الضيف ينتبه أن القهوة أصبحت جاهزة في يجلس بالطريقة المناسبة، فيعدل من جلسته ويهز الفنجان ليفهم المضيف بالاكتفاء من شرب القهوة، وإلا فعلى المقهوي أن يصب مرة أخرى.

عادات لتقديمها

تقوم عن طريق عادات جرت عليه

ا الأصول القديمة وسميت لها مسميات كثير, تعتمد على أصالة العربي وحنكته في تقديمها ورمزت لها بأسماء الفناجين.
ويقول الفضلي “الفنجان الأول هو فنجان الهيف، حيث يقوم المضيف بشربه وذلك للتأكد من خلو القهوة من العيوب, ودليل على خلوها من السم أما الأن فهي للتأكد من حرارة القهوة”.

أما الفنجان الثاني فهو “الضيف”، وهو الذي يقوم بشربه الضيف بعد أن تقدم له القهوة، ولابد للضيف من شربه إلا إذ كان بينه وبين المضيف عداوة أو له طلب ليقوم المضيف بتلبيته، وقديما كان يلحق العار إن لم يشرب الضيف القهوة، فيقول الشيخ للضيف أشرب قهوتك وطلبك مجاب.

والفنجان الثالث يسمى “الكيف”، وهو الفنجان الثاني الذي يشربه الضيف، وهو دليل على الاستمتاع بالقهوة وجودتها، ولا يضر إن لم يشربه، وقيامه بهز الفنجان الثاني “فنجان الضيف”.

والجدير بالذكر إن القهوة العربية يعد موطنها الأصلي الجزيرة العربية منذ القرن العاشر، إذ جاءت عن طريق رجل دين اسمه “جمال الدين الذبحاني”، وقد جلبها لأصدقاه من أجل تعديل المزاج والشفاء من الوهن، والكسل، وهو من أهل اليمن، وبعدها تم انتشارها في الحجاز ومصر، لتصبح المشروب المفضل لأهالي المنطقة العربية ككل، ونوع من الجود والكرم وعلو الشأن لمن تقدم له، وارتبطت في الأمثال والحكم والأقوال العربية المأثورة.