تقرير/ أ ـ ن
وبحسب قانون الجامعات الخاصة فإن الطالب الذي يدخل الجامعة بقسط معين يتابع سنوات دراسته بالقسط ذاته، لكن المشكلة الأساسية تكمن في عدم ثبات قيمة أجور النقل، التي تتغيّر وفق تغيّرات سعر المحروقات الذي ترفعه الحكومة باستمرار، للدرجة التي باتت آلاء تدفع فيها أجور نقل أكثر من قيمة قسطها السنوي للجامعة.
وتحدد كل جامعة نظاما خاصا بها يتضمن العدد الأدنى والأعلى من الساعات الواجب على الطالب تسجيلها في كل فصل دراسي، علماً أن هناك فصلين دراسيين إلزاميين وثالث صيفي اختياري، وأن الجامعة تضم خليطا من الطلاب، أولاد تجار أو مسؤولين أو لديهم أقارب مغتربين، لا يواجهون أي مشاكل مادية، ونسبة منهم باع ذويهم يلي فوقهم وتحتهم لتدريسهم، فهنالك 3جامعات خاصة باللاذقية، بينما تضم طرطوس جامعة واحدة.
وبالنسبة للأقساط فإنها لا تختلف، حيث تصل ساعة الطب البشري إلى 470 ألف ليرة في معظمها، وطب الأسنان 425 ألف ليرة، والهندسات 225 ألف ليرة للساعة الواحدة، بينما بلغت قيمة قسط طب الأسنان في الجامعة ذاتها للموسم الدراسي الحالي 16 مليون ليرة تقريبا، وهو المبلغ الذي سيدفعه كل الطلاب الجدد.
الانسة هدباء، تحول المضي قدما ومتابعة دراستها في السنة الرابعة بكلية طب الأسنان في الجامعة الوطنية الخاصة باللاذقية، وتؤكد إنها لا تجد صعوبة في المقررات الدراسية، بقدر ما تشكل الرسوم الجامعية عبئا كبيرا على ذويها، فحين دخلت الكلية قبل عدة سنوات، كانت الأمور أسهل بكثير وظروف الحياة ليست قاسية كما اليوم، وهي تدفع 3 مليون و200 ألف ليرة قسطا سنويا، لكنها تدفع اليوم أكثر من القسط السنوي كأجور نقل، تصل إلى 2 مليون ونصف المليون في كل فصل دراسي، أي 5 مليون سنوياً، والمبلغ قابل للزيادة وفقا لقرارات الحكومة في رفع أسعار المحروقات، فهي دخلت الكلية عام 2020 بقسط 3 مليون و200 ألف، موزع على 32 ساعة بالسنة كلفة كل ساعة 85 ألف، والداها موظفين حكوميين ويعتمدان على عمل جزأي آخر عبر نظام الأونلاين، لجأت للعمل في سوبرماركت قريبة من منزلها لمساعدتهما في تغطية جزء من مصاريفها الشخصية على الأقل، فهي تحتاج يوميا لنحو 50 ألف ليرة بالمتوسط، كثمن للمحاضرات والتنقل وغيرها من المصاريف الشخصية الأخرى.
السيد نجدت طالب في السنة الثالثة بكلية الصيدلة، في جامعة طرطوس الخاصة، وبحكم أنه دخل الجامعة قبل سنوات، فإنه يدفع قسطا سنويا قيمته مليونين و790 ألف ليرة، بينما لم ينجح هذا العام بالتسجيل في خدمة النقل التابعة للجامعة لارتفاع الأجور، حيث إن غالبية زملائه الآخرين مثله لم يسجلوا واعتمدوا على الوصول إلى الجامعة عبر عقود نقل خارجية بكلفة مليون و200 ألف ليرة لكل فصل، لكنهم واجهوا مشكلة كبيرة، فالجامعة تمنع باصات النقل غير التابعة لها من الدخول إلى حرمها، ما يفرض على الطلاب غير المسجلين بخدمة النقل التابعة لها، المشي لمسافة نحو 10 دقائق، سواء كان الجو حارا جدا او ماطرا، لكن مصاريف الجامعة لا تنتهي عند قسطها السنوي أو أجور النقل، حيث يحتاج كل طالب وطالبة صيدلة تقريبا إلى نحو 200 ألف ليرة ثمن محاضرات خلال الفصل الواحد، يضاف إليها نحو 100 ألف ليرة ثمن أقلام وكتب وأوراق مسودة للتدريب، كذلك، يحتاج الطالب بشكل يومي إلى مصروف شخصي لا يقل عن 10 آلاف ليرة مهما التزم التقشف، فتكاليف الطعام في بوفيه الجامعة مرعبة، حيث يصل ثمن سندويشة البطاطا بنحو 13 ألف ليرة، وكأسة المتة 8 آلاف ليرة، والقهوة 5 آلاف ليرة. وغالبا يأتي معظم الطلاب بطعامهم معهم من المنازل.
بعض الطلاب أشار الى مشاكل أخرى تواجههم اثناء دراستهم، وتكمن في عاملين اثنين، الأول هو عدم قدرة الطلاب على ممارسة أي من مواهبهم نظرا للضغط الكبير الذي يفرضه نظام الجامعة التدريسي، والثاني هو في وجود نوعية من الطلاب والطالبات، لا هم لهم سوى التنمر على ملابس زملائهم وزميلاتهم، ومن المؤلم جدا، مشاهدة همسات بعض زملائهم الساخرة من ملابس البعض، علما أن أهالي البعض يتكفلون بمصاريف دراستهم بصعوبة بالغة، بانتظار التخرج والسفر.
السيد خالد من محافظة طرطوس، دخل الى كلية طب الأسنان بجامعة المنارة الخاصة، بمساعدة شقيقه المغترب في دفع كافة التكاليف، التي يعجز عن تأمينها والداه المهندسان اللذان يعملنا بالقطاع الحكومي، وخالد في السنة الثالثة، يدفع قسطا سنويا بقيمة 4 مليون ليرة، إضافة إلى مليون ليرة أخرى تحت بند خدمات، ويؤكد انه يحتاج إلى 10 آلاف ليرة كأجور مواصلات، كونه من سكان الريف وموقع الجامعة بعيد عن مركز المدينة، حيث يحتاج إلى تبديل 6 باصات يوميا لرحلة الذهاب والإياب، كما يحتاج الشاب شهريا إلى نحو 150 ألف ليرة ثمن محاضرات، ونحو مليوني ليرة سنويا ثمن أدوات العمل كون فرع طب الأسنان من أكثر الأفرع التي تحتاج إلى أدوات، اما المصروف الشخصي اليومي يصل لنحو 50 ألف ليرة تقريبا، بحال تناول أي طعام أو مشروب بالجامعة، ويشير السيد خالد انه حين دخل الجامعة كانت ساعة طب الأسنان تكلف نحو 225 ألف ليرة تقريبا، أما اليوم 425 ألف ليرة، ما يعني أن الطالب الذي دخلها هذا العام سيحتاج إلى نحو 8 ملايين ليرة كقسط جامعة يضاف إليها مليون ليرة كخدمات ورسوم أخرى.