لكل السوريين

دير الزور.. تاريخ وثقافة جعلاها ذات مكانة مرموقة في سوريا

دير الزور وتعرف محليا باسم الدير وهي مدينة سورية تعتبر أكبر مدن الشرق السوري قاطبة فضلا عن كونها مركزا اداريا لإقليم دير الزور.

من غير المعروف على وجه الدقة تاريخ استيطان الانسان لدير الزور حيث دلت المكتشفات الأثرية في دير الزور أن المنطقة مأهولة بالسكان منذ الألف التاسع قبل الميلاد، وكانت مركزا حضريا تابع للممالك المجاورة كمملكة ماري ومملكة يمحاض التي كانت عاصمتها حلب، كما عبرها الاسكندر المقدوني وشيد فيها مدينة دورا اوروبوس في الألف الرابع قبل الميلاد.

منذ العصر السلوقي؛ كانت بلدة صغيرة على نهر الفرات واستمرت في العصور اللاحقة حتى انتعشت إبان الاحتلال العثماني لتحولها مركزا تجاريا بين حلب وبغداد، وازدادت اهمية بعد إعلانها مركزا لمتصرفية الزور 1865 حيث توسعت وتحولت إلى مدينة كبيرة تحتوي على مختلف الخدمات والمرافق.

ويشكل الذين ينحدرون من خلفيات عشائرية الغالبية العظمى من السكان سيما قبيلتي العكيدات والبكارة ومختلف العشائر الأخرى مثل الجبور وطي والعبيد وشمر.

وحول تسمية دير الزور بهذا الاسم يرى العلامة عبد القادر عياش في كتابه حضارة وادي الفرات أن الزور في اللهجة العامية تعني الغابة كزور شمر وزور البو حمد وزور الغانم، وهي أزوار واقعة على ضفة نهر الفرات الغربية.

ويرى البعض أن التسمية جاءت من زارة الأسد بمعنى الأجمة ذات الماء والقصب أو من زئير الأسد لوجود الأسود والفهود في المكان سابقا. وبحسب البعض؛ فأنها من لفظ الزيارة لزيارة أهل الأرياف للدير.

وتضم دير الزور عددا لا يستهان به من المواقع الأثرية، ومن أهم المواقع الأثرية في دير الزور الجسر المعلق الذي بناه الانتداب الفرنسي ليكون بوقتها ثاني جسر معلق بني على الطريقة الأوربية، إضافة إلى مملكة ماري التي شيدت بالألف الثالث قبل الميلاد، ومملكة حلبية وزلبية شمال غربي دير الزور في قرية التبني، ويقسمها النهر إلى قسمين، وشيدت بالألف التاسع قبل الميلاد، ودورا اوروبوس التي شيدها الاسكندر المقدوني في الألف الرابع قبل الميلاد بين مدينتي الميادين والبو كمال.

ولا تعد المناطق الأثرية التي ذكرت في التقرير هي وحدها من تميز دير الزور، فهناك أيضا أشياء أخرى تشتهر بها المدينة، كالأطعمة المحلية التي تعكس التنوع والتمسك الثقافي لأبناء المنطقة بثقافات طوى عليها الدهر سنينا عدة.

فإلى جانب الأطعمة المنتشرة في المطبخ السوري بشكل عام، فإن لدير الزور أصناف وألوان من الطعام تتميز بها، تأتي في مقدمتها وجبة الثرود ’’الثريد كما يسميها أهالي المنطقة’’، وتعد من أشهر المأكولات الديرية، وتصنع من الخبز المقطع على مناسف يعلوها اللحم والبامية.

ومن المأكولات المحلية؛ أيضا الهبيط، وهو وجبة من اللحم والمرق ويضاف إليها التمر والبصل والفورة، وهي مزيج من اللوبياء المجففة مع الكشك والسمن والسليقة أي القمح المسلوق قبل تجفيفه وتحويله إلى برغل، والكليجة كنوع من الحلويات الشعبية مكونة من دقيق القمح والسمن والسكر والبيض محشية بالجوز واللوز والتمر.

تقرير/ علي الأسود