لكل السوريين

المسرح السوريّ.. هل يشهد ولادةً جديدة على يد أبناء الحرب؟

حمص/ نور الحسين

كانت بداية المسرح السوري في عام 1871 على يد أحمد أبو خليل القباني حيث يعتبر القباني أول مؤسس لمسرح عربي أسسه في دمشق وقدم عروض مسرحية وغنائية كثيرة، وكان له الفضل في قيام حركة مسرحية في سوريا وفي الوطن العربي بعد ذلك.

واليوم، ومنذ عام 2011 عقب اندلاع الحرب في سوريا، خفت أصوات الممثلين على تلك الخشبة، إلا أن الستارة لم تُسدل بعد، إذ تستمر محاولات الشباب في المهجر وبلاد الاغتراب لإبقاء المسرح حيًّا وفاعلاً، حيث ولد جيل جديد من الحرب، جيل من المبدعين الذين فضلوا أن يكون الأدب والفن سلاحهم في مواجهة هذه الأيام الصعبة.

في حمص، بدأوا أحلامهم عبر مجموعة صغيرة ضمتهم في فضاء مواقع التواصل الاجتماعية، ليكبر الحلم ويصبحوا على بعد خطوات من إطلاق أول مشاريعهم الكتابية المسرحية والتمثيلية، عبر جمع أفضل النصوص التي ينشرها رواد المجموعة، لتكون أولى خطوات انطلاقهم.

“وائل” الذي اجتهد طويلاً ليكون على قدر التجربة المسرحية، ونجح في أن يقدم العديد من العروض المسرحية ‏على خشبة مسارح عدة في حمص، معتمدا على جهوده ‏الذاتية في تأدية العروض، مشيراً إلى الإعجاب الذي لاقته هذه العروض الشابة من ‏قبل عدد من المهتمين بالشأن الثقافي إلى جانب استحسان الجمهور.

الشاب الطموح يتحدث عن بداياته في التمثيل حيث بدأ باتباع ورشات إعداد ممثل منذ ‏سنوات، لينطلق بعدها ‏في تأدية العديد من الأدوار المسرحية مع عدد من المخرجين المتميزين في المحافظة إلى جانب مشاركته في مهرجان حمص المسرحي بمسرحية “‏كائنات من ضوء”.

ولطالما كان المسرح “أبو الفنون” كما وصفه البعض، أكد “وائل” أن نجاح المسرح هو اعتماده على أداء الممثل بالدرجة الأولى فحين يكون الممثل ‏متمكناً من أدواته وقادراً على التفاعل مع المتلقي فإنه ولا بد سيؤجج الخشبة بطاقته الخلاقة ويمكنه من التعبير عن قضايا جيله ومجتمعه.

فقد خاض مراحل عدة من التدريب والتعلم لتحصل على المعرفة الأكاديمية التي أهلته حسب قوله للمضي في حلما بقوة ‏أكبر إضافة إلى مشاركته في عدد من الأنشطة التدريبية مع ممثلين هواة إلى جانب العديد ‏من المسرحيات والأفلام القصيرة.

المواهب السورية التي أنضجتها الحرب، بحاجة لتجمع يدعمها ويسهل طريقها نحو الأضواء التي يصعب الوصول إليها هذه الأيام، ولمن يمتلكون ليس موهبة الكتابة فحسب، إنما لمواهب التمثيل أو الرسم، أو الخط العربي أو النحت والغناء أو العزف، فعلى أيدي هؤلاء سنعيد إنعاش الحركة الثقافية في سوريا.