لكل السوريين

مخيم الهول.. كارثة حقيقية تزيد الحمل على الإدارة الذاتية في ظل صمتٍ دولي مبهم

رغم انتهاء المرحلة العسكرية في القضاء على داعش الإرهابي، إلا أن المعركة لم تنته بعد، تتلخص هذه المعركة في مخيم الهول الذي يأوي عشرات الألوف من بقايا داعش وعوائلهم، هكذا بات يدرك الجميع في ظل تفاقم الأزمات الناتجة عن سيطرة التنظيم لما يقرب من ٤ سنوات على أراضي شاسعة في سوريا والعراق.

لعل أبرز تلك الأزمات هي العوائل والأطفال التي خلفها مقاتلو التنظيم ورائهم، وخصوصا بعد انتهاء المعركة الأخيرة في شمال شرق سوريا معركة “الباغوز” وتتمثل تلك الأزمة تحديدا في مخيم الهول.

في دويلة الهول أكثر من 70 ألف شخص غالبيتهم من عوائل إرهابيي التنظيم بينهم 10 ألاف أجنبي تتنصل منهم دولهم، والأوضاع الانسانية والصحية مريرة رغم ما تبذله الإدارة الذاتية من تقديم العون لتلك العوائل.

مخيم الهول تم افتتاحه من قبل قوات سوريا الديمقراطية في منتصف نيسان عام ٢٠١٦، لاستقبال النازحين بعد تقليص المساحات التي كان يسيطر عليها داعش في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي يبعد 45 كيلو متر جنوب شرق مدينة الحسكة السورية.

يضم المخيم أكثر من ٧٠ ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، الذين نزحوا جراء الحرب على داعش، بينهم نحو ٣٠الف من عوائل إرهابيي التنظيم.

ومن بين سكان المخيم ١٠آلاف أجنبي قدموا من أكثر من٤٠دولة، ويعتبرون بين العناصر الأكثر تشددا في التنظيم الإرهابي المتطرف.

ويشكل الاطفال أكثر من ثلثي عدد القاطنين، حيث تصل نسبتهم في المخيم ٦٦%، وأغلبهم لا يملكون أوراق ثبوتية، لاسيما الذين ولدوا على أرض “دولة الخلافة” المزعومة الفانية، بعد التحاق آبائهم بها، بحسب تقارير للأمم المتحدة.

الأوضاع الإنسانية في المخيم?

حاليا هنالك ضعف في الدعم الإنساني والإغاثي من قبل المنظمات الإنسانية والإغاثية في مخيم الهول، وعموم مخيمات مناطق شمال وشرق سوريا، وخاصة بعد العدوان الأخير الذي شنه جيش الاحتلال التركي ومرتزقته على مناطق تل أبيض ورأس العين بحسب تصريحات الرئاسة المشتركة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وسط مناشدات من قبل الأخيرة بضرورة دعم المخيمات، وخاصة مخيم الهول الذي يعتبر أكبرها.

ممارسات داعش ضمن المخيم

زاد وجود “الداعشيات” الأجنبيات في الهول من تعقيد مشكلة المخيم حيث مازلن يتمسكن بأفكار التنظيم المتطرف إلى الآن.

ويقدم بعضهن على عمليات عنف في وضح النهار داخل المخيم معظمها متعلقة برفض ضحاياهن لأفكارهن المتطرفة.

يتامى داعش

أوضاع الأطفال بشكل عام سيئة، فعند عدم حصولهم على المساعدات الأساسية اللازمة كالغذاء والملبس والتعليم، تزداد الأمور سوء، وبشكل خاص اليتامى منهم.

هناك قسم من اليتامى موجودون في مراكز تأهيلية تشرف عليها منظمات إنسانية، بينما البعض الآخر يعيش مع عائلات أجنبية داخل المخيم وأعداد قليلة منهم تم تسليمهم إلى حكومات بلادهم.

داعش في السجون

لاتزال قوات سوريا الديمقراطية تحتجز نحو ١٢ ألف مقاتل من تنظيم داعش، بينهم نحو ٣٠ ألف مرتزق من جنسيات أجنبية، ينحدرون من نحو 50 دولة، ضمن سجون خصصتها.

موقف الإدارة الذاتية من المحتجزين

الإدارة الذاتية لمناطق شمال وشرق سوريا طالبت من المجتمع الدولي تقديم الدعم القانوني لها من أجل محاكمة الآلاف من إرهابيي تنظيم داعش المحتجزين لديها، وأكدت على وجوب إقامة محكمة دولية لمحاسبة عناصر التنظيم على الجرائم التي ارتكبوها.

هذا وخرجت الإدارة الذاتية مئات العوائل من مخيم الهول بموجب كفالات عشائرية بناءً على مقررات ملتقى العشائر السورية الذي عقد بناحية عين عيسى في الـ 3 من شهر أيار/ مايو من العام الماضي برعاية مجلس سوريا الديمقراطية والذي طالب فيه شيوخ العشائر بإخراج نساء مرتزقة داعش السوريات مع أطفالهن للانخراط في المجتمع من جديد.

تقرير/ صالح اسماعيل