لكل السوريين

حالات زواج غير تقليدية تكسر التقاليد لدى أهالي وسط سوريا

تقرير/ جمانة الخالد

يعتبر الزواج من أكثر الأمور الحساسة في المجتمعات السورية المحافظة، وعادة ما يجري وتتم عن طريق الأهل، إذ تسود العادات والتقاليد الاجتماعية والأعراف في مجتمع وسط سوريا أي في حماة وحمص.

ويتم الزواج عبر المعارف والجيران باختيار الأهل عروساً لأحد أبنائهم الذكور، قبل أن تكسر وسائل التواصل الأعراف، وتحدث زيجات تكلل بعضها بالنجاح وأخرى فشلت.

في مجتمع يعتبر عشائري، يبقى الزواج من الأمور الحساسة، ويحتاج موافقة الأهل وتدخلهم، وإذا ما وقع الاختيار على فتاة ما، فإن أهل الشاب يتحرون الأصل ليتأكدوا من خلو عائلة الفتاة من الأمراض خاصة البهاق، كذلك يفعل أهل الفتاة في حال تقدم لخطبة ابنتهم شاب ما.

ثمة حالات عديدة كسرت تلك العادات، بالزواج عبر الإنترنت وتكللت بعضها بالنجاح رغم إن الأمر يعتبر دخيلاً على ثقافة الأهالي، لكن مع حركات النزوح وتبادل الثقافات كسرت وسائل التواصل بعضاً من الأعراف لدى عائلات.

وعلمياً، توصّلت دراسة أنجزها باحثون من جامعة فيينا في النمسا، إلى أنّ الأشخاص الذين يتواصلون عبر مواقع الإنترنت المختصة في التعارف قصد الزواج، يتزوجون في وقت أسرع، مؤكدة أن هذا النوع من الارتباط ناجح ويدوم لفترة طويلة.

وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الزواج من خلال الإنترنت، يقلّل فرص الانفصال والطلاق، موضحة أن أكثر من 17 في المئة من الزيجات تبدأ عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو التعارف على الإنترنت، وأن 1 من بين كل 6 زيجات تتم عبر الإنترنت، ومن غير المرجّح أن تنتهي الزيجات عبر الإنترنت بالطلاق خلال السنة الأولى. كما بيّنت أن نحو 50 مليون شخص يتعارفون عبر الإنترنت بسبب الفضاء الواسع الذي يفتحه الإنترنت للمستخدمين.

وقال خبراء العلاقات الزوجية إن المجتمع العربي أضحى في الوقت الحالي أكثر تقبّلا للزواج عبر الإنترنت، حيث شهدت مواقع الزواج الإلكتروني انتشارا في الآونة الأخيرة، ويدلّ هذا الانتشار على نجاح تجارب الزواج عبر الإنترنت.

وأشاروا إلى أنّ نجاح زواج الإنترنت في الدول الغربية لا يعني نجاحه في العالم العربي لأنّ هناك بعض المحاذير، إلا أنهم أقرّوا بوجود الكثير من الزيجات الناجحة، ولفتوا إلى أنّ البعض في المجتمعات العربية يعتقدون أنّ الزواج عبر الإنترنت هروب من القيود المجتمعية التي كانت تحيط وتحاصر البعض خاصة المرأة التي كانت نسب اختيارها لشريك حياتها محدودة جداً.

ويرى البعض أنّ الأشخاص الذين يلجؤون للزواج عبر مواقع التعارف هم أشخاص يائسون، ولا يمكنهم التعرّف إلى شركاء حياتهم بالصورة التقليدية وفي الحياة الواقعية، إذ أن الأزواج الذين يتعرّفون على بعضهم بعضا عبر الإنترنت يتمتعون بشخصيات مختلفة وبدوافع قوية لإقامة علاقة زوجية ناجحة وطويلة الأمد.

وكشفت دراسة أميركية سابقة أن الأزواج الذين يلتقون عبر الإنترنت تدوم علاقتهم الزوجية مدة أطول ويتمتعون بحياة سعيدة، مشيرة إلى أن الزواج عبر الإنترنت أصبح الأكثر شيوعا بفضل زيادة مواقع التواصل الاجتماعي.