لكل السوريين

عجائب وغرائب من العالم

يحتوي هذا الكون على العديد من العجائب التي صنعها الإنسان كالأهرامات والمعابد والحدائق والتماثيل وغيرها، وتلك التي من صنع الطبيعية كالكهوف والجزر والشلالات، وغيرها من غرائب وأسرار لا يكاد يصدقها عقل، ولا نعلم سوى القليل عنها، وربما لا نعلم عن بعضها أي شيء بعد.

ويعجّ العالم بالقصص التي نسجت حول مدن ومعالم أثرية، ما زالت تتناقلها الأجيال حتى اليوم.

وساهمت هذه القصص في إلقاء الضوء على نمط حياة البشرية منذ مئات السنين، وكشفت عن وجه الحضارة الإنسانية، بما تحمله من عادات وتقاليد سكانها القدامى وثقافتهم عبر الأزمنة.

ومنذ القدم، تم جمع قوائم مختلفة من أكثر الأشياء العجيبة، وكانت عجائب الدنيا السبع القديمة أول قائمة لأهم الإبداعات التي صنعها الإنسان، ثم تم جمع قوائم مماثلة كثيرة، من القرون الوسطى والعصر الحديث.

مدينة البتراء

إحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة وشاهدة على أكثر الحضارات العربية القديمة ثراء وإبداعاً، وتعرف بالمدينة الوردية، وقام العرب الأنباط بنحتها من الصخر منذ أكثر من ألفي عام، حيث

ازدهرت مملكة الأنباط وامتدت حدودها جنوباً لتصل إلى شمال غرب الجزيرة العربية حيث توجد مدينة مدائن صالح، ومدّ الأنباط نفوذهم كي يصل إلى شواطئ البحر الأحمر وشرق شبه جزيرة سيناء ومنطقة سهل حوران في سوريا حتى مدينة دمشق، وكان يحيط بالمملكة النبطية وعاصمتها البتراء العديد من الممالك والحضارات منها الحضارة الفرعونية غرباً، وحضارة تدمر شمالاً، وحضارة بلاد ما بين النهرين شرقاً، وكانت المملكة النبطية تتوسط حضارات العالم القديم، وتشكل بؤرة التقاء وتواصل مختلف الحضارات العالمية.

واشتهر الأنباط بتقنيات هندسة المياه وطوروا أنظمة الري وجمع مياه الأمطار والينابيع، وتفننوا في بناء السدود والخزانات التي حفروها في الصخر، كما شقوا القنوات لمسافات طويلة، إضافة لبنائهم المصاطب الزراعية في المنحدرات لاستغلال الأراضي في الزراعة.

اكتشف المستشرق السويسري يوهان لودفيج بركهارت البتراء عام 1812 م، خلال رحلة استكشافية قام بها في بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية لحساب الجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، ولذلك وصفها العديد من المستشرقين “بالمدينة الضائعة” وذلك لتأخر اكتشافها.

ووصفها الشاعر الانجليزي بيرجن بالمدينة الشرقية المذهلة، المدينة الوردية التي لا مثيل لها.