لكل السوريين

هل يُطلق “كورونا” رصاصة الرحمة على الطوابير في سلمية؟!

السوري/ حماة ـ كيف للسوريّ اللاهث وراء رغيف الخبز أن يواجه فيروس قاتل؟ ربما هي أكثر التساؤلات المحقّة والواقعية التي تراود كل من خبِر الواقع السوري، ومع اشتداد التحذيرات والتكهنات حول الموجة الثانية من “كورونا” والتي بدأت تتصاعد في معظم الدول حول العالم، تُسجل وفيات يومية متأثرين بالفيروس في مدينة السلمية بريف حماة الشرقي.

وبين إجراءات احترازية تلغيها فجاجة واقع فرض على الجميع الاكتظاظ على طوابير العيش بمختلف أنواعها ومواقيتها، يرتفع تخوّف المرضى وسكان المدينة مع كل صباح يعلن فيه عن إصابات جديدة.

والرهان الأكبر والوحيد الذي تطلقهُ الحكومة يُلقى على وعي المواطنين، الذي لا يخلو يومٌ لهم من الخوض في الازدحام سواء في الأسواق أو أمام الصرافات الآلية أو في دوائر الدولة وسائل النقل العامة والزيارات الشخصية والحفلات.

حيث تعيش المدينة حالياً حالة من التوجس، وسط الاستهتار الكبير الذي يبديه البعض وإهمالهم مجبرين أو مستسلمين تعليمات الوقاية والسلامة، وكذلك من قبل المعنيين وأصحاب القرار في المدينة والمحافظة في عدم اتخاذ أي إجراء صارم تجاه تلك الأماكن التي يتجمع فيها الناس وتعد بيئة خصبة لانتقال العدوى خاصة في ظل الظروف الصعبة وضعف التجهيزات الطبية المخصصة لمكافحة فايروس كورونا.

بدوره، يؤكد أحد أطباء اختصاصي أمراض تنفسية أكد أنه قد تختلط لدى الناس ولا يميزون بين الانفلونزا العادية الموسمية وكورونا.

فيما يطالب الأهالي بضرورة التشدد في تطبيق الاجراءات الاحترازية وفرض ارتداء الكمامة ومواصلة التعقيم وتحقيق التباعد المكاني في أماكن العمل ووسائط النقل والمطاعم والمدارس وأماكن العمل.

ومن جهته، طلب رئيس المنطقة الصحية في سلمية الدكتور “رامي رزوق” من الأهالي التقيد بالإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس بالمدينة، وأهمها عدم ارتياد صالات الأفراح والاختلاط في دور ومبرات العزاء والتقليل من الزيارات العائلية والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة.

تبعه قرار أصدرهُ محافظ حماة، يفيدُ بإغلاق جميع صالات الأفراح والتعازي في مدينة سلمية ضمن الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا.

أما عن الإجراءات الأخرى، أضاف الدكتور “رزوق” في حديثه لصحيفة محلية “بالنسبة للمدارس يجب العمل على التباعد بين الطلاب والتحقق من السعة الاستيعابية للغرف الصفية، أما السرافيس فيجب إلزام السائقين بارتداد الكمامة، وكذلك مراجعي وموظفي دوائر الدولة “.

وتابع “القطاع الصحي لما يزل يعمل بطاقته القصوى، وكي لا تخرج المؤسسات الصحية عن الخدمة ومنعاً لإصابة الكادر الصحي نرجو التقيد بإجراءات الوقاية، وإلا سنكون أمام كارثة نفقد بعدها السيطرة على الوضع”.

كما أوضح أن فريق التقصي التابع للمنطقة الصحية يتابع الحالات الخفيفة والمتوسطة من خلال حجرها في المنزل، حيث أن المشفى الوطني مخصص للحالات الشديدة والخطرة.

فيما أكد مدير المشفى الوطني بسلمية على وجود زيادة في أعداد الحالات المشتبهة بفيروس كورونا بينما المستشفيات والمرافق الصحية لديها قدرة محدودة في التعامل مع ظروف الأوبئة، وسيصبح الأمر خارج عن السيطرة إذا لم يتحمل كل فرد وكل أسرة وكل مؤسسة المسؤولية في وقف انتشار المرض.

وأضاف، د.ناصح عيسي مدير المشفى  أن السبب في انتشار كورونا في فصل الشتاء  هو التجمع في أماكن مغلقة غير مهواة ،  ما يؤدي للعدوى بشكل أكبر.

يُذكر أنّ مؤسسة الآغا خان للخدمات الطبية قدمت الدعم للمشفى لتحسين قدرته على مواجهة التحديات الصحية وخاصة كوفيد ١٩، ولكن كل ذلك لا يكفي للسيطرة على الأمراض مالم يترافق مع الالتزام بإجراءات حقيقية للوقاية والتباعد الجسدي والتعقيم وارتداء الكمامة وغسيل الأيدي المتكرر والبقاء في المنزل في حال المرض.

تقرير/ حكمت أسود