لكل السوريين

مجاميع المرتزقة تبدأ حملة تخريب لما تبقى من آثار عفرين المحتلة.. والمرصد يؤكد: “يبحثون عن الكنوز المدفونة”

يواصل مرتزقة الجيش الوطني عمليات الحفر والتنقيب عن الآثار في تل الجاجية الأثري الواقع بالقرب من قرية دير بلوط في ناحية جنديرس بريف عفرين المحتلة.

وتعرض التل لأعمال التخريب بالآليات الثقيلة، طالت معظم سفح التل ومحيطها بحثاً عن الكنوز المدفونة، وهو من التلال المسجلة في قيد مديرية الآثار السورية، بحسب ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتعرض التل الأثري لحفريات تخريبية بالآليات الثقيلة وتدمير الطبقات الأثرية بالإضافة إلى اقتلاع العشرات من أشجار الرمان، حيث تقدر مساحة هذه الحفريات حوالي (15000) متر مربع على الأكروبول وامتدادها إلى محيط التل المرتفع.

وفي ذاتي السياق، والسادس من أبريل الحالي، وبحسب المرصد أيضا، أقدم مرتزقة الجيش الوطني التابع للاحتلال التركي على تجريف تل حبشكو الأثري الواقع في ناحية راجو قرب الحدود السورية التركية، على الضفة اليسرى للنهر الأسود.

وتعرض التل لحفريات تخريبية بالآليات الثقيلة بحثاً عن الكنوز المدفونة واللقى الأثرية، وتقدر المساحة التي تم تجريفها بـ 24500 متر مربع.

وفي السياق، وفي تصريح له لوكالة نورث برس المحلية، أكد الرئيس المشترك لمديرية الآثار في عفرين إن انتهاكات المرتزقة لا تتوقف في عفرين المحتلة.

وأضاف “سينو”، لنورث برس، أنه “بحسب الشهادات التي تحصل عليها المديرية من داخل المنطقة والوثائق البصرية التي يحصلون عليها عن طريق برامج الجوجل تؤكد تعرض مواقع أثرية جديدة للتعدي والتخريب كانت مجهولة لدى مديرية الآثار التابعة للحكومة السورية ومديرية الآثار التابعة للإدارة الذاتية سابقاً”.

وبحسب سينو أيضا، فإن المديرية قامت بتوثيق موقع المدافن القديمة الكلاسيكية، والتي تعود للفترة الرومانية والبيزنطية.

وأشار “سينو” إلى أنه “تم انتهاك حرمة المدافن والتعدي عليها وسرقة ونهب الأثاث الجنائزي المرافق للهياكل العظمية للأموات الذين كانوا مدفونين في تلك المقبرة”.

وتمنع دولة الاحتلال التركي كما المرتزقة جميع الوسائل الإعلامية من الدخول إلى المواقع الأثرية، بحسب تقرير لجنة التحقيق الدولية، التي أشارت إلى حالة الفوضى التي تشهدها عفرين المحتلة.

واحتلت دولة الاحتلال التركي مدينة عفرين المحتلة في العام 2018، ومنذ ذلك التوقيت وثقة مديرية الآثار في عفرين تعرض 69 موقعا للتخريب، بالإضافة إلى 31 مزارا لمختلف الأديان والمذاهب.

وتمت سرقة القطع الأثرية من كل المواقع وبيعت في السوق السوداء بعد تهريبها عبر تركيا إلى أوروبا، بحسب “سينو”.

وحمل “سينو” المجتمع الدولي مسؤولية تعرض المواقع الأثرية في عفرين للدمار والنهب، مشيراً إلى أن الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والقانون الدولي ينص على الكثير من البنود لحماية الآثار والتراث الثقافي الإنساني خلال النزاعات المسلحة.

وأضاف: “لكن هذا لم يلقى آذان صاغية لدى تركيا”، الأمر الذي شجعها مع الفصائل الموالية لها على تصعيد الانتهاكات بشكل عام وانتهاكات التراث الثقافي بشكل خاص.