لكل السوريين

بريادة نساء من ريف حلب مشروع استثنائي يلاقي القبول والنجاح

في إحدى القرى الصغيرة التابعة لبلدة سفيرة تعمل منى برفقة جاراتها بجهد وإتقان مميز بصناعة المؤونة حتى وصلت شهرتها المدينة.

من فكرة بسيطة إلى مشروع متكامل متخصص في إنتاج مختلف أنواع مشتقات الحليب والمؤن المنزلية المتنوعة، تمكنت السيدة “منى سلامة” من إعانة أسرتها بعد تقاعد زوجها من عمله، متخذة من جودة المنتجات ونظافتها سبيلاً لكسب ثقة الزبائن وإقبالهم المتزايد.

قبل تقاعد زوجها بعدة أيام بدأت السيدة بالتفكير بشكل جدي في العمل داخل المنزل، وبما أنها ربة منزل وتتقن صناعة المؤن المنزلية المتنوعة، فقد كانت فكرة مشروعها تعتمد على الحليب ومشتقاته من لبن ولبنة وزبدة وجبنة وسمن بلدي وكشك وغيرها من المنتجات.

في البدايات ولضمان استمرارية عملية البيع كنا نبيع بأقل نسبة من الربح، كما أن الارتفاع الدائم في الأسعار وارتفاع أسعار المشتقات النفطية كذلك كان يؤثر سلباً على الإقبال، لكن هذا الحال كان يستمر لفترات قصيرة، ثم تعاود عملية الإقبال نشاطها، ومعظم زبائننا اليوم هم من أهل قريتنا والقرى المجاورة، وبعض أنواع المنتجات التي لا تتأثر بالحرارة العالية وصلت إلى دول مجاورة.

من هنا بدأت منى حديثها للسوري عن مشروعها لصناعة مشتقات الحليب، حيث تقول: «أصنع كافة المواد الغذائية التي يحتاجها كل منزل، ونقلت الفكرة إلى أرض الواقع خلال مدة قصيرة على نطاق ضيق ومنتجات بسيطة، لكن إعدادها كان يتم بشكل محترف وممتاز لقد اخترت هذا النوع من العمل كون هذه المنتجات تعتبر من ضروريات كل منزل، ومن جانب آخر لأنني أمتلك الخبرة الجيدة في إعداد المؤن، حتى أنني وبهدف زيادة خبراتي تمكنت من الحصول على المزيد من المعلومات من والدتي وإحدى أقاربي لأتوسع أكثر في مشروعي».

وكما أنه لكل بداية صعوبات وتحديات تواجهها، كان لمشروع السيدة منى تحدياته أيضاً، سواء من ناحية تأمين مادة الحليب من مصدر موثوق من القرى المجاورة، كونها المادة الأساس التي يقوم عليها المشروع، وأيضاً انقطاع الوقود (بنزين ومازوت) وارتفاع أسعارها بين الحين والآخر، ما يسبب بعض المشكلات في نقل الحليب من مصدره، كذلك الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي، لكنها وكما تشير تمكنت من تخطي هذه العقبات بمساعدة ودعم زوجها وأبنائها.

وتضيف: «بدأت العمل من داخل منزلي من خلال تخصيص مكان معين للعمل، لكن الإقبال الذي شهدته منتجات المشروع دفعني للتوسع أكثر، فخصصت منزلي كاملاً للعمل، واستأجرت منزلاً قريباً منه لنقيم فيه، وكما ذكرت فإن مختلف الأصناف من مشتقات الحليب هي المنتجات الأساسية للمشروع، لكن بعد الإلحاح الكبير من الزبائن أقوم حالياً بإعداد أنواع أخرى من المؤن المنزلية بجودة عالية، منها المكدوس والزيتون والزعتر البلدي ودبس الفليفلة ورب البندورة ودبس الرمان والمربيات بأنواعها وغير ذلك من المؤن، كما أن الإقبال الجيد على الشراء يدفعني باستمرار إلى زيادة الكميات المصنعة بالتعاون مع عدد من المزارعين والتجار الذين يؤمنون لي المواد اللازمة».

تبيّن السيدة منى أن إتقان عملها وجهدها الكبير على النظافة وموثوقية المصدر ساهم في كسب ثقة الزبائن والإقبال على المزيد من الشراء لمنتجات أكثر، ومن خلال هذا تمكنت من كسب زبائن آخرين يبحثون عن جودة المنتج ونظافته، وتضيف: «في البدايات ولضمان استمرارية عملية البيع كنا نبيع بأقل نسبة من الربح، كما أن الارتفاع الدائم في الأسعار وارتفاع أسعار المشتقات النفطية كذلك كان يؤثر سلباً على الإقبال، لكن هذا الحال كان يستمر لفترات قصيرة ثم تعاود عملية الإقبال نشاطها، ومعظم زبائننا اليوم هم من أهل قريتنا والقرى المجاورة، وبعض أنواع المنتجات التي لا تتأثر بالحرارة العالية وصلت إلى دول مجاورة».

وتختتم السيدة منى بالقول إنه من خلال مشروعها تمكنت من أن تكون فرداً منتجاً ضمن عائلتها، وأن تكون معيناً حقيقياً لزوجها وأبنائها في ظل الظروف الصعبة، والتي تستلزم من كل ربة منزل التفكير لإيجاد عملها الخاص ومشروعها حتى إن كان متناهياً في الصغر، إلا أنه يشكل مصدر دخل إضافي وهام لعائلتها.

من العاملات في مشروعها جارتها سماح والتي بيّنت للسوري أنها بعد إصابتها بمرض سرطان الثدي وما فرضته عليها هذه الإصابة من تحديات كبيرة، بدأت العمل في مشروع السيدة منى بهدف تأمين جانب من تكاليف الأدوية، وعلى الرغم من صعوبة ساعات العمل إلا أنها تلاقي الرضا بفضل ما تلمسه من ثقة وإقبال متزايد للزبائن، وتؤكد ضرورة السعي الدائم لكل صاحب حاجة للعمل مهما بلغت الصعوبات متخذةً من السيدة منى قدوة في ذلك.

ومن جانبها قالت سعاد وهي إحدى العاملات في المشروع تؤكد أيضاً أن ما دفعها للعمل منذ عدة أشهر هو الظروف المعيشية الصعبة، فوجدت في المشروع فرصة عمل مناسبة للحصول على المزيد من الخبرة والمردود المادي الذي يشكل مصدر دخل إضافي لعائلتها.