لكل السوريين

الارتفاع الجنوني في الأسعار يدفع مواطنين لامتهان التسول في شمال غرب سوريا

السوري/ إدلب ـ وجد عدد لا بأس به من قاطني إدلب، سواء المهجرين من مناطق سورية أخرى أو من المقيمين، في شمال غرب سوريا، أنفسهم متسولون في شوارع المدينة التي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام الإرهابية، المؤتمرة من قبل تركيا.

وارتفع معدل المتسولون؛ بعد أن فرضت ما تسمى بحكومة الإنقاذ على المواطن السوري التعامل بالليرة التركية حصرا في مناطق سيطرتها، ما زاد الوضع المعيشي سوءا، حيث أن الليرة السورية ليست مستقرة مقابل نظيرتها التركية كما الدولار الأمريكي.

مازن حسان، مهجر من ريف حماة، يبلغ من العمر 58 سنة، يمتهن التسول في أحياء مدينة إدلب، التقى به مراسل صحيفتنا وحدثه عن الحال التي دفعته للتسول.

يقول مازن “أنا من ريف حماة الشمالي، منذ 10 أشهر نزحت إلى إدلب، بعد أن خضعت مناطقنا لسيطرة القوات الحكومية، والآن لا معيل لي، لدي بنتان تبلغان من العمر 13، 11، عاما على التوالي، وابني مات غرقا في شواطئ اليونان قبل 5 أعوام”.

ويضيف “وجدت نفسي مجبرا على امتهان التسول، مع أنني أعلم أن الناس هنا أيضا أوضاعهم صعبة، ولكن لا بديل لي عن هذه المهنة، فقد أكل علي الدهر وشرب، ولم أعد قادرا على ممارسة أي عمل، وطفلتاي صغيرتان جدا”.

ويتذكر بحسرة حاله التي كان عليها قبل نزوحه “كنت أملك بستانا بمساحة عشرة دونمات، ولدي بقرة، وكان وضعي المعيشي جيد جدا، لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن أعمل هذه المهنة المذلة”.

وبات الوضع المعيشي في شمال غرب سوريا مأساويا للغاية، لا سيما بعد فرض الأتراك على المواطن التعامل بالليرة التركية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار.

ورصد مراسلنا حركة الأسعار في إدلب، وأشار إلى أن الأسعار تواصل التحليق عاليا، فالمواطن لا يستطيع أن يستبدل الليرة السورية بالتركية، حتى ولو فرض عليه هذا الاجراء القهري.

وبلغ سعر ربطة الخبز 600 ليرة سورية، في حين أن الخضار أيضا تواصل الارتفاع، ولا سيما بعد أن أصبحت المنطقة شبه محاصرة تماما، على الرغم من أن معبر باب الهوى مفتوح عليها، ما يعني أن هناك محاولة من الأتراك إلى تجويع المواطن هناك حتى ينضم للتنظيمات الإرهابية التي تحكم المنطقة.

وجاءت أسعار المحروقات على النحو التالي “مازوت مستورد أوربي 1500 ل.س، والمازوت المحلي 1350 ل.س، والبنزين المستورد 1500 ل.س، والكاز بـ 1500 ليرة هو الآخر”.

تقرير/ عباس إدلبي