لكل السوريين

السويداء قوى الأمن تمنع احتجاجات سلمية قبل خروجها

جددت قوى الأمن وحفظ النظام وأعضاء من حزب البعث انتشارهم في ساحة مدينة السويداء الرئيسية للمرة الثانية خلال أيام، تحسباً لخروج مظاهرات طلابية، تطالب بتحسين الوضع المعيشي.

واستمر التواجد المكثف الثاني لهذه المجموعات التي تحمل الأسلحة الخفيفة والعصي، لمدة ساعتين، قبل أن ينفض نتيجة لعدم خروج المظاهرة.

وكان طلاب جامعيون قد نشروا قبل أيام دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي لخروج مظاهرة سلمية للمطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية، بما يمكنهم من مواصلة دراستهم في ظل تزايد أعداد الطلبة الذين اضطروا لترك مقاعد الدراسة بسبب الضغوط الاقتصادية عليهم وعلى أسرهم.

ولكن الانتشار الأمني المكثف حال دون خروجهم، وتجدد هذا الانتشار مع تجدد عوتهم الثانية للتظاهر السلمي.

الطلاب يتحدثون

قال أحد الطلاب الذين حاولوا تنظيم المظاهرة إن هذه التحديات لن تثنيهم عن محاولة تنظيم احتجاجات سلمية للمطالبة بتحسين الظروف المعيشية في الفترة المقبلة إذا لم تتحسن الأوضاع.

بينما قال طالب أخر من المنظمين “نحن كطلاب جامعين، خرجنا اليوم لنطالب بطريقة حضارية بتحسين الوضع المعيشي لنا ولغيرنا، والحد من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها بلادنا، ومن المعيب تخويفنا بالعصي”.

وقال طالب جامعي آخر “نحن نطالب بمحاسبة من سرقنا، وحرمنا من حقوقنا ونحن أحق الناس بها كشعب يعيش أزمة اقتصادية كبيرة، ونحن نطالب بحقوق الجميع بما فيهم الذين حملوا العصي بوجوهنا، وحراكنا بعيد عن أي أجندات سياسية”.

وأشار إلى أن التراجع عن الخروج بالمظاهرة السلمية كان بهدف منع التصادم مع قوى الأمن، وأكد إصرار الطلاب على المطالبة بحقوقهم.

طفح الكيل

وكانت مجموعة الطلاب الجامعيين في المحافظة قد دعت عبر رسالة صوتية مسجلة، لوقفة سلمية احتجاجاً على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.

وجاء في نص الرسالة التي تناقلتها بعض وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن طلاب جامعات السويداء لم نعد قادرين على التحمل، لقد صبرنا على كل شيء أيامنا وأحلامنا ومستقبلنا ذهب سدى أمام أعيننا وصبرنا كرامة أهلنا وخوفاً على مستقبلنا من أجل اتمام تعليمنا”.

وذكرت الكلمة إصرار الطلاب على تغيير الواقع الذي يهدد استمرارهم في دراستهم، وجاء فيها

“نريد التغيير لقد طفح الكيل لم يبقَ لدينا ما نخاف على خسارته”.

وطالبت الكلمة كل قادر على حماية الوقفة الاحتجاجية أن يتواجد فيها، كما طالبت كل طالب جامعي يترك علمه ليؤمن الخبز لأهله أن يكون بحنجرته مع هذه الوقفة.

واختتم الطلاب كلمتهم بقولهم “نطالب أهلنا الوقوف إلى صفنا والسير معنا هذه المرة، آملين في غد يحقق لنا أبسط حقوق ووسائل العيش في كرامة.

 

يذكر أن انتشار قوى الأمن لمواجهة دعوات التظاهر السلمي للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي للطلاب، أثار موجة من الاستياء على منصات التواصل الاجتماعي التي ذكرت أن هذه القوى تغيب عن المشهد عندما يتعلق الأمر بمظاهر حمل السلاح غير المرخص، وعمليات السرقة والسطو المسلح، والخطف والقتل في وضح النهار أحياناً، وعمليات التهريب العلنية وانتشار المهربات من المحروقات وغيرها على الطرق الرئيسية والبسطات والأكشاك.