لكل السوريين

رمضان المبارك “يضاعف” معاناة أهالي العاصمة

دمشق/ روزا الأبيض

تعيش دمشق وريفها كما بقية المحافظات أزمة قاتلة على كافة الأصعدة، وسط تدهور الليرة وارتفاع الأسعار الجنوني، وانعدام القدرة الشرائية لمعظم الأهالي، بالإضافة للانتشار المتسارع لفيروس كورونا، وأزمة المازوت والبنزين والمواصلات، كل ذلك حرم الأهالي من التحضير لشهر رمضان المبارك.

تقول “بتول” مدرسة مقيمة في منطقة “الحجيرة” بريف دمشق، إن تحضيرات شهر رمضان غابت بشكل شبه كامل عن المنطقة التي تقيم فيها، وقد عزت ذلك لعدة أسباب، أبرزها عدم توفر المحروقات والتي أوقفت حركة النقل بشكل كامل، والارتفاع الكبير بالأسعار بشكل لا يصدق، خاصة أن دخل المواطن منخفض جداً، كذلك رواتب الموظفين.

وتضيف أنا أعمل وكذلك شقيقي، إلا أننا تخلينا عن الكثير من الأمور والأطعمة في حياتنا، ونعتبر حياتنا أفضل من غيرنا بكثير، فهناك أشخاص لا يأكلون إلا وجبة واحدة في اليوم، وتكون في أكثر الأيام خبز وبقايا طعام، فكيف لهم أن يشعروا ببهجة رمضان.

بدورها تقول سيدة من منطقة “البويضة” بريف دمشق أيضا لم تذكر أسمها، هذا العام تفتقد الأسواق لزوارها فهي شبه خالية وهذا غير معتاد في شهر رمضان، فقد اعتاد الأهالي التحضير والتموين وشراء مختلف أنواع الحلويات وغيرها، أما الآن فكل عائلة تحاول حالياً تأمين قوت يومها فقط.

وتتابع تعودت أن أنزل إلى السوق واشتري حاجياتي وبدل الكيلو الواحد، كنت اشتري ثلاثة وأربعة من كل نوع، أما اليوم سنحذف من قائمتنا الكثير من المأكولات، هل تتخيلون أن كيلو لحم الغنم وصل إلى 35 ألف ليرة، وكيلو الرز وصل سعره 4500 ليرة للكيلو الواحد، والبعض الآخر بين 2000 إلى 3000 ليرة، كذلك السمنة التي كان سعرها 3500 ليرة بمقدار 2 كيلو، وصل سعرها اليوم إلى 18000 ألف ليرة، وسعر كيلو التمر إلى 15 ألف ليرة للنوع الممتاز، كيف لنا أن نشتري بهذة الأسعار الخيالية.

أما “أم محمد” وهي سيدة مقيمة في “المعظمية” بريف دمشق أيضاً، تقول إنها لم تشعر بقدوم شهر رمضان، أو شعرت بالبهجة المعتادة والاجواء الرمضانية، وتمنت لو أنه لم يأتي، فهي لاتستيطع تأمين مستلزمات أطفالها منذ وفاة زوجها، خاصة أن أكبر أطفالها يبلغ من العمر 18 عاما يعمل بمبلغ قليل جدا.

وتقول: في رمضان هذا العام، لايوجد وسائل نقل، ولا نرى سوى طوابير الخبز والغاز والمازوت والبنزين، بالإضافة إلى كورونا، فإذا أصيب أحدنا، لن نستطيع معالجته.

“أم محمد”، سيدة فلسطينية نازحه، تقول نرى في مناطق وعند معظم العائلات أن رمضان غائب تماما، وفي مناطق أخرى هناك من يشتري في حين آخرون يراقبون ويشتهون،.

تقول بحسب الأسعار، فقد قمت بحساب سعر الطبخة الواحدة، مثل طبخة “الكبسة”، وهي تحتاج إلى كيلو رز على الأقل بسعر 6500، وسعر كيلو الفروج 7500 وفليفلة وبندورة وبصل، وبهارات وسمنة وغاز وخبز، ستبلغ تكلفتها مايقارب 19 إلى 20 ألف ليرة.

يذكر أن “منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة” (فاو) و”برنامج الأغذية العالمي”، قدروا أن 46 % من الأسر في سوريا قللت حصصها الغذائية اليومية، وخفض 38% من البالغين استهلاكهم لضمان حصول الأطفال على ما يكفي من الطعام.