لكل السوريين

الارتفاع المتكرر بأسعار زيت الزيتون اهل اللاذقية يشترونه بالغرامات

اللاذقية/ سلاف العلي

الارتفاع المستمر بأسعار زيت الزيتون ترافق الإعلان الحكومي عن تصديره وهذا ما ساهم بنفس الوقت بمساعدة المزارعين على جني ربح معقول، في ظل ارتفاع تكاليف إنتاج الزيت.

بعد بيع زيت اللاذقية وبكميات كبيرة حتى وصل سعر علبة الزيت التي تحوي 16 كيلو غرام إلى 650 ألف ليرة سورية وهي نفسها التي كانت تباع قبل شهر فقط، بـ 500 ألف ليرة، وبقي كميات قليلة التي ارتفعت اسعارها الى أسعار جهنمية.

السيدة ام نديم ربة منزل قالت لنا: فئة واسعة من الأهالي في اللاذقية تحولوا من شراء العبوات الكبيرة (بيدون او تنكة) إلى شراء كميات محدودة من الزيت تكفي تحضير طبخة أو طبختين، وهذه الكميات عادة لا تتجاوز 100 غرام والتي يتراوح سعرها بين 70الف الى 75 ألف ليرة سورية.

السيد أبو كرم وهو موظف في الشؤون الاجتماعية والعمل باللاذقية أكد لنا: ان ارتفاع أسعار الزيت بهذا الغلاء الفاحش يعود في سببه الرئيس هو حركة التجار في جمع الزيت من المعاصر وبأسعار رخيصة بالبداية، ومن ثم شحنها وتصديرها وبأسعار عالية بعد أن سمحت الحكومة بذلك، بحيث أصبح الطلب أكثر من العرض بكثير إضافة إلى استغلال هذا الارتفاع لاحتكار المادة، لقد ربح المزارعون القليل لكن الربح الوفير حصل عليه التجار عبر التصدير، وهذا ما ساهم بارتفاع أسعار الزيت لان الكميات الباقية قليلة.

السيدة ام جابر وهي مهندسة وربة منزل قالت لنا: زيت الزيتون، يعتبر من أبرز المواد الأساسية الموجودة في كل منزل، وهو يستخدم في تحضير معظم الطبخات اهل الساحل واللاذقية خصوصا، كما يدخل في العديد من الأطباق التي يتم تحضيرها على الفطور، كالزيت والزعتر واللبنة والمكدوس، ويستخدم في العديد من الوجبات الأخرى، لذلك فإن ارتفاع أسعاره لن تدفع العائلات إلى العزوف عن شراءه، لكن بكميات قليلة جدا تصل الى حد غير معقول، والمشكلة بالتجار سرقوا المحصول من بدايته ولم ينتبه اليهم البشر لانهم كانوا في غفلة من امرهم وبقي القليل فارتعت أسعاره واكتشفوا حقيقة الامر الذي اوقعونا به.

السيد او ياسر وهو موظف بالتموين والتجارة الداخلية باللاذقية قال لنا:  أن ارتفاع أسعار أي مادة يخضع لقانون العرض والطلب، وأوضح أن إنتاج الزيتون في العام الماضي كان وفيرا جدا، وكانت محافظة اللاذقية رائدة على مستوى القطر بإنتاجه، بخلاف العام الحالي، وكان المزارعون يؤكدون ان الارتفاع في تكاليف إنتاج زيت الزيتون يعود الى غياب الدعم الحكومي، فبعد أن قدمت الحكومة السورية وعودا عديدة تتعلق بتقديم مستلزمات الإنتاج للمزارعين بأسعار مخفضة، اضطر معظم المزارعين إلى شراء المستلزمات والمحروقات بأسعار طبيعية تزامنا مع ارتفاع أسعار كافة السلع والخدمات ، مما اضطر المزارعون الى بيع الزيت بارضه وعلى المعصرة وبأسعار مقبولة.

السيد نعيم مهندس زراعي قال لنا: يجب وبالضرورة اتخاذ قرار إيقاف تصدير زيت الزيت للعبوات التي أحجامها تزيد عن الخمسة ليترات، ريثما تتضح التقديرات الأولية للإنتاج، رغم ان قرار إيقاف التصدير غير محبب من قبل بعض المزارعين الذين أكدوا أن أي انخفاض في الأسعار سيؤدي إلى خسائر، بعد ارتفاع تكاليف الإنتاج للموسم الفائت، لكن المواطنين يقولون إنه في ظل غلاء المعيشة وصعوبة تدبر جميع متطلبات الأسرة، من الصعب على عائلة متوسطة الدخل أن تشتري عبوة زيت بسبب ارتفاع سعره بهذا الشكل اللامنطقي، حيث يتجاوز سعر العبوة الـ 600 ألف ليرة سورية، بينما يقدر راتب الموظف الحكومي قرابة الـ 156 ألف ليرة.

السيدة المهندسة الزراعية سليمة قالت لنا: أن سبب ارتفاع أسعار زيت الزيتون يعود لعدة عوامل وخاصة في السنوات الأخيرة، منها تأثير التغيرات المناخية بطريقة سلبية على المحاصيل كافة بشكل عام، بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف المتعلقة بمستلزمات الإنتاج كالحراثة والتقليم وجني المحصول، وتعرض محصول الزيتون للكثير من الجانحات المضية وأهمها عين الطاووس وارتفاع تكاليف عصر الزيتون، وان تكاليف زراعة الزيتون لا تقتصر على الري والفلاحة والأعمال التي تسبق القطاف، وإن كانت أساسية ومهمة، فعند الوصول إلى موسم عصر الزيتون بعد منتصف تشرين الأول من كل عام، تبدأ تكاليف أخرى بالظهور ويتم التعامل معها بشكل مختلف بين شخص وآخر من المزارعين.

السيدة ام خالد وهي مدرسة قالت لنا : ان الأهالي اعتادوا على تخزين العديد من المواد الغذائية، دعما لمخزونهم الغذائي طوال فصلي الشتاء والربيع، بغية الإسهام في تخفيف النفقات والمصاريف المعيشية اليومية، ذلك لأن هذه الأصناف الغذائية غير متوفرة في فصل الشتاء وفي حال توافرت فستكون غالية الثمن وطعمها غير جيد مثل مواسمها الطبيعية، غير أنه خلال العام الماضي تجنب الكثير من السوريين صنع المونة نتيجة غلاء الأسعار بشكل غير مسبوق، وكان من بين هذه المواد التي تخزن عادة؛ زيت الزيتون، علما أنه يعد أحد المكونات الأساسية في صنع المكدوس، لكن السعر المرتفع لزيت الزيتون، يبدو أن نسبة كبيرة من السكان ستمتنع عن شرائه والاكتفاء بالزيوت النباتية ذات الجودة المنخفضة، سواء في الطبخ أو في صنع المونة وتحديدا المكدوس.