دمشق/ مرجانة إسماعيل
لم تكن ظاهرة التسول بمنأى عن المجتمع السوري منذ عقود، وقد تعايش معها الشعب والحكومة كآفة لا يمكن التخلص منها بشكل كلي، إلا أن المتسولين في الآونة الأخيرة باتوا يظهرون بأشكال مختلفة، ومتعددة للحصول على أكبر قدر من المال، كأن يغلفوا تسولهم بمهنة أو بمرض أو ربما بحاجة معينة، وأصبحت أحياء العاصمة السورية الأكثر شهرة لا تخلو من عشرات المتسولين يومياً، بين أطفال، وجال، ونساء أيضاً.
لا يمكن اليوم حصر أنواع التسول في سوريا، كما لا يمكن معرفة من هم بأمس الحاجة بحق ولا يمتهنون التسول كمهنة، نظراً لاتباع العديد من الأشكال المختلفة والمغلفة للتسول، منها التسول المستتر، وهنا لا يسأل المتسول المال، ولا ينطق بالمقولات المشهورة للتسول، بل يكتفي بافتراش الطريق أو الحدائق والأرصفة والنوم على قطعة من الكرتون، ويبدأ المتبرعون بالتهافت عليه لأنه لم يطلب، وبذلك يعتقدون أنه بحاجة فعلاً.
وهناك نوع آخر من التسول يعترض شوارع دمشق اليوم، وهو التسول المغلف بمهنة ما، فتجد العديد من الأطفال الذين يمشطون أشهر شوارع دمشق كالمالكي والصالحية ذهاباً وإياباً لبيع البسكويت الرخيص مثلاً، أو الجوارب، أو علب المحارم، من أجل استعطاف من حولهم.
في حين تستعد وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لإطلاق حملة موسعة في دمشق بالتعاون مع أقسام الشرطة للحد من ظاهرة التسول التي شهدت ارتفاعاً بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي، وذلك في معظم المدن السورية، بما فيها العاصمة.
حيث ارتفعت معدلات التسول بشكل ملحوظ في شوارع العاصمة، إذ يتواجد متسولون أمام إشارات المرور وفي معظم الشوارع، حيث أن معظمهم يقومون بهذا الفعل من باب المهنة وليس من باب الحاجة والعوز.
وتعتزم الوزارة تنفيذ حملة واسعة لضبط حالات التسول وستنفذ الحملة وفق القانون المعمول به سابقاً. وسيتم العمل على تأهيل دار الكسوة الواقع غربي دمشق، الخاص بالمتسولين والمشردين.
ويتضمن القانون السابق لمكافحة التسول عقوبات متدرجة وقابل للتفعيل، ثم إن هذا التفعيل لن يتم إلا بعد الانتهاء من تجهيز دار الكسوة، إذ أن التعامل مع حالات التسول لم يتوقف، إلا أن المشكلة تكمن حالياً في عدم توفر إمكانيات كافية لمعالجة الظاهرة بشكل نهائي.