لكل السوريين

التراث الثقافي السوري

إعداد/ الباحث محمد عزو    

يعرف التراث بشكل عام على أنه هو ما خلفه وورثه أي شعب من الشعوب من عادات وتقاليد وفنون ومقتنيات مادية، وغير ذلك عن أسلافه، لكي يكون عبرةً من الماضي ونهجاً يستقي منه الأبناء الدروس ليَعبُروا بها من الحاضر إلى المستقبل. والتراث في الحضارة بمثابة الجذور في الشجرة، فكلما غاصت وتفرعت الجذور كانت الشجرة أقوى وأثبت وأقدر على مواجهة تقلبات الزمان.

والتراث يتضمن وثائق دقيقة وتصاوير، وحتى صور ضوئية، وكتابات تاريخية، تنتج من أجل بحوث للحفاظ، وأيضاً هناك التصميم وأعمال الصيانة، للأجيال القادمة، والتوثيق الدقيق على شكل تقارير تحليلية ونقدية على أن تكون مرفقة برسومات وصور فوتوغرافية.

ويشكل التراث العالمي والسوري سجلات لتوثيق ما أنجزته الحضارة الإنسانية للحفاظ على التنوع الثقافي للحفاظ  على المجتمعات وهوية الأمم ورصيدها من التجارب والخبرات، وتعتبر “سورية” من الدول التي صادقت على الاتفاقات الدولية  المتعلقة بحفظ الإرث الثقافي ومكافحة الاتجار غير المشروع به والتي تم اقرارها تحت مظلة منظمة التربية والعلم والثقافة “اليونسكو” مثل اتفاقية “لاهاي” لعام/ 1954م/ لحماية الممتلكات الثقافية في حال النزاع غير السلمي واتفاقية باريس لعام/1970/م الخاصة بتدابير الواجب العمل بها لمنع استيراد وتصدير ونقل الممتلكات الثقافية بطرق غير مشروعة قانونياً.. هذا وأصبح التراث الثقافي السوري في يومنا هذا ورغم كل التحديات وما مر على “سورية” من أحداث جسام، غنياً.

جدا بمكوناته وعناصره، ولذلك يجيز لنا القول أن العلاقة بين الموروث التاريخي والحضارة هو الحاضنة التاريخية للشعوب على تنوعها الفسيفسائي، وهو ما يمنحها هويتها المميزة، وإنه اليوم بالنسبة للمواطن السوري مصدر  الشعور بالانتماء والأمان، كما أن هذا التراث بشكل عام قد يكون الدليل الذي يمكن للإنسان من خلاله تفسير الحاضر وحل مشكلاته والتنبؤ، بشكل نسبي، بالمستقبل وهو الأمر الذي يعد أساس قيام الحضارات على تنوعها؛ لذلك يجيز لنا  أن نقول وبكل حدية إن الحفاظ على التراث السوري والتراث العالمي يعتبر من أولى الأولويات على الإطلاق، رغم أن الأحداث والمصاعب وبما أنتجته العولمة ونمط الحياة المتسارع قد صعب المهمة بشكل ملحوظ على المهتمين بحفظ تراثهم وتوريثه للأجيال اللاحقة.

وخلاصة القول من الواضح جلياً دور أهمية التراث الثقافي السوري في تحديد الهوية الوطنية لدى كافة مكونات الشعب السوري، أي ما يحدد سوريتنا. “وسورية لديها هوية وطنية قوية ومرنة مؤسسة على مفهوم المواطنة المشتركة ومبنية حول تاريخ مشترك ومدعوم بحضارة عريقة”. لذا واجب الجميع الحفاظ على تراث سورية الثقافي.